Twitter

Follow YousefAlnuaimi on Twitter

السبت، 31 ديسمبر 2011

علي بابا والأربعين حرمة !!

بقلم المهندس العازب / ي.ع.ن !!


 أحداث هذا المقال مستمدة من الواقع، بعض منها عايشها الكاتب، ومنها ما شاهدها أو سمع بها !!

يوماً ما قرر الزوج ( وبكل سذاجة ) وطيب نية منه أن يُقدم لزوجته هدية من غير مناسبة طبعاً .. فهو لا يتذكر أي مناسبة أبداً سوى التاريخ الذي تخلص فيه من حماته .. ولِعلم الزوج ( الساذج ) بأن زوجته ( امطوعة ) ومعروف عنها أنها من جماعة ( قوم بو قفازات )، أو كما يحلو للبعض أن يُطلق عليهم لقب النينجا فهم يُشبهون النينجا من حيث اللباس الأسود من أعلى الرأس وحتى أخمص القدمين ، أيضاً يملكون من أساليب المكر والخداع .. وضرب الزوج أحياناً .. ما يعجز عنه ( كبامارو ) نفسه، للعلم فقط .. جيل السبعينات والثمانينات يعرفون كبامارو كما يعرف جيل التسعينات البوكيمون .. وبسببه بدأت أكلة اسباجيتي تنافس خبز الرقاق على مائدة العشاء .

 
نعود للزوج الساذج الذي دخل على زوجته وهو يحمل في يديه تذاكر درجة رجال أعمال .. ( الله يطول في عمر أميال سكاي ووردز ) .. وإلا كان صاحبنا لا يركب سوى الدرجة السياحية ( مدخنين ) .. على طيران الامارات طائرة أم طابقين.. دبي - جدة .

في مطار دبي الدولي تيرمنال ٣ .. هناك أنباء أنهم ينوون بناء التيرمنال رقم ٤ على القاعدة مثنى وثلاث ورباع .. دخل الزوج يجر شنطته التي سيحملها معه في الطائرة .. تحتوي على وزارين من الهند وفانيلتين واحدة منهما صفراء .. وكندورة واحدة فقط أما الغترة فهو يضعها على رأسه لتغطية ما أتى عليه الزمن وأكل وشرب وغص حتى كاد أن يموت .. وكعادته فهو يستخدم أغراض الفندق كالصابون والشامبو .. أحياناً يستخدم بودي لوشن … إحدى المرات كان يظن أنه شامبو .. لولا أن زوجته تدخلت سريعاً وإلا كانت ستكون نهاية حزينة لشعراته الثلاث المتبقيات فوق رأسه .. أما الزوجة فقد رافقته وخلفها ( اصبي ) من صبيان المطار يجر معه عربة فوقها حقيبتان من النوع الثقيل ( ٣٢ كجم ) وحقيبة متوسطة ( ٣١ كجم ).

بعد محاولات عديدة من الزوج وحب خشوم، وافق ( الهندي ) الذي يعمل في طيران الإمارات على غض النظر عن ( ١٥ كجم ) كان سيدفع صاحبنا ثمنهم أغلى من قيمة الجدور التي في شنطة زوجته .

 
أما المفاجأة الكبرى التي كانت في انتظار الزوج، فهي أنه ما إن التفت خلفه بعد استلامه بطاقتي صعود الطائرة .. حتى رأى زوجته خلفه بصحبة مجموعة من النينجا .. ( ١ ٢ ٣ ٤ ٥ بدأ الزوج يعد .. ٣٠ ٣١ .. ٣٩ ) .. ٣٩ امرأة بصحبة زوجته . نادى زوجته وطلب منها التحرك نحو الجوازات، هنا كانت المفاجأة الأكبر من الكبرى .. قالت له : هاذيلا تراهم جماعتي وربيعاتي يوم عرفوا اني سايرة مكة قالوا بيوون ويانا .. ما عندهن محرم مساكين .. شو رأيك بيتمن ويانا.. طبعاً حين تختم الزوجة حديثها ب ( شو رأيك ) .. فلا تظن عزيزي الزوج أنها في انتظار ردك الموقر .. لا أبداً .. هي في انتظار ابتسامتك فقط .. فابتسم لها وانتبه لجيبك !

 
خرج الزوج من مطار جدة الدولي يلبس إحرامه الأبيض كبياض قلبه .. وهو يردد حسبي الله نعم الوكيل .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. ولولا أن سائق الباص الذي استأجره ..( أبو ٥٠ راكب وفيه حمام أيضاً لكن للأسف السيفون لا يعمل ) .. استأجره ليحمل معه ال٤٠ حرمة ذكّره بالتلبية وصفة العمرة ( التي هي رقم ٢٠ لصاحبنا ) .. لبيك اللهم لبيك .. هنا بدأ صاحبنا يبكي وهو يلبي .. ليس خشوعاً منه .. فآخر مرة دمعت عيناه حين ساعد زوجته في تقطيع البصل في رحلة البر قبل سنتين.. بدأت الدموع تنهمر .. يلبي ويقول .. يا ليتني مثل جحا يا ليتني مثل جحا !! (  تذكر صاحبنا قصة جحا حين نسى زوجته وبدأ يلبي .. لبيك اللهم لبيك .. نسيت حرمتي في البيت .. كم أنت محسود يا جحا ) !!

وصل الزوج ومعه ال٤٠ حرمة إلى الفندق ومن ثم إلى الحرم، وقد رسم في ذهنه خطة محكمة .. وضع نعليه أسفل إبطه .. وضع جوازه وما تبقى من محفظته في الحزام .. أغلق هاتفه .. استأجر ( امطوف أعرج ) .. حتى لا ينهي الطواف إلا بعد ٤ ساعات .. ( هي الفترة التي يحتاجها صاحبنا لتنفيذ خطته ) .. ودفع له ( ٥٠٠ ريال من الشكل الجديد الذي يحمل صورة الملك عبدالله)، وقال له تولى أمرهم .. أما صاحبنا فكان لا يتذكر سوى سنة الهرولة في الأشواط الثلاثة .. وما إن أنهاها حتى هرول خارج الحرم وكأنه انسل دون أن يشعر به أحد .. وبإحرامه .. ليموزين ( تكسي ) .. جدة جدة جدة . وما هي إلا ساعات وأعلنت المضيفة ( درجة الحرارة الخارجية في مدينة دبي ١٢ درجة مئوية ) .

ملاحظة :- عزيزي الزوج .. يُعتبر موسم الحج وتحديداً في مخيمات منى أفضل وقت ومكان للتخلص فيه من الزوجة، وإذا استطعت رميها عند الجمرات كان هذا أفضل.

ملاحظة أخرى :- قد يكون هناك جزءٌ ثانٍ للمقال !! .. يمقن لا !!

الأحد، 27 نوفمبر 2011

في حياة الأمس



سلسلة مقالات:- زايد بن سلطان رحمه الله ( ٢ )

بقلم المهندس / يوسف عبدالرحمن النعيمي


في حياة الأمس، برنامج رمضاني من تقديم الأستاذ "فوزي خميس"، لا زال الجميع يتذكر حلقات البرنامج بتفاصيلها ومسابقاتها من ركوب حمير إلى إبل، إلى سف الخوص ( نسج خوص النخيل ) والبحث عن اللؤلؤ بين المحار، لا ننسى  الجري في يونية ( اليونية يطلق عليها البعض خيشة وهي ما يوضع فيه الرز والطحين ) .



بدأ المذيع في البحث عن طفل من بين الجماهير ليشارك في احدى مسابقاته، أعين الجماهير تبحث معه أيضاً، قام حينها أحد الأطفال يحثه والده حثاً على الخروج إلى المذيع، تحرك الطفل وبدأ يعد خطاه نحو المذيع المبتسم، بدأ الحوار كما هو معتاد ..
مرحبا بالبطل .. ممكن تخبرنا اسمك ؟
الطفل :- زايد بن سلطان !
اسمك زايد ..
الطفل :- هيه ( تعني نعم .. يُضرب الطفل عادة من قبل الأم إذا قال هيه بدل نعم )
مبروك .. أنت ربحان دون سؤال !!
500 درهم كانت هي جائزة الطفل !

ننتقل إلى مكان آخر، وطفل آخر، كان حاضراً هذا المشهد، لكن من خلف الشاشة .. طفلنا كان أجرأ، لم ينتظر استدعاءً أو حثاً، بل بدأ بالجري نحو والدته التي شغلها الهاتف عن متابعة ما جرى :-
أمي .. أريد تغيير اسمي !
الأم : لماذا ؟! .. اسمك جميل .. وهو على أجمل البشر !
أمي .. أريد أن يكون اسمي زايد بن سلطان !!
الأم : والنعم .. حتى اسم والدك تريد تغييره !
نعم .. أريد الحصول على 500 درهم !!


‫----‬

ملاحظة :-

استدارت عجلة السنين، انتقل إلى رحمة الله والدنا زايد بن سلطان .. توفي المذيع أيضاً .. أصبح طفلنا شاباً، بقي اسمه على ما هو عليه، أدرك حينها أنه مهما تعددت الأسماء يبقى القلب زايد.

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

محاكمة طفل يحب زايد !



سلسلة مقالات:-  زايد بن سلطان رحمه الله ( ١ )

بقلم المهندس / يوسف بن عبدالرحمن النعيمي


حكاية اليوم عن طفلٍ لم يتجاوز الثامنة من عمره حينها، نشأ وترعرع في بيتٍ احتوى المجتمع بأطيافه الإسلامية والفكرية المختلفة.

دخل مدرسته الأولى وفي صفوفه المبكرة، حيث كان التعليم يُلقّن ولا يزال، في كتاب العلوم وبين صفحاته المتكررة لوأد طموحات الأطفال، فإما أن يكون الطفل طبيباً أو مهندسا، أو يصبح فاشلاً، طفلنا كان مختلفاً عن الجميع، كانت الأسئلة تتكرر، تتبعها صورة طبيب أسفلها صورة مهندس .. ماذا تريد أن تصبح حين تكبر ؟ بقلمه يشطب على الصفحة ثم يكتب :- رئيس الدولة !!

صُعقت المعلمة، انتابها نوعٌ من الخوف، فهي نشأت في دولة عربية لا تعلم للإنسان حقوقاً، حضرت المديرة، استدعي الجميع، الشاهد هو المدعي العام وهو القاضي ويحمل اثبات التهمة، بدأت المحاكمة، سُئل الطفل .. كثرت الأسئلة إلى أن خُتمت بسؤالٍ أخير .. لماذا تريد أن تصبح رئيس الدولة !!

همس الطفل بإجابته، رُفعت الجلسة، صفّق الجميع .. أعاد الطفل إجابته فقال :- أنا أحب زايد .. فأريد أن أكون مثل زايد؟!



ملاحظة :- دارت الأعوام وكبُر الطفل ونما حُبّ زايد في قلبه .. أعاد قراءة النصوص مرة أخرى، شطب الإجابة، ثمّ كتب :- أحب زايد وأبناء زايد.

ملاحظة أخرى :- أصبح الطفل مهندساً !!

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

كَيف تُصبح كُويتياً ؟




بقلم المهندس :- يوسف بن عبدالرحمن النعيمي



حرصت الولايات المتحدة الأمريكية قبيل الحرب العالمية الثانية على استقطاب العلماء والمبدعين من جميع أنحاء العالم ( ما عدا الجزيرة العربية .. كانوا لا يزالون يبحثون عن البعرة وأثرها ) ومما لا شك فيه أن هذا الاستقطاب كان من أهم عوامل انتصارهم في الحرب على اليابان.

قبل حوالي نصف قرن من اليوم برزت دول عظمى في المنطقة ( ساحل الخليج العربي ) وفي نفس هذه الفترة أيضاً قررت هذه الدول استنساخ التجربة الأمريكية في استقطاب العلماء لعله يأتي زمان يعيدون أمجاد ذي قار على اليابان، غير أن هذا الانتصار لم يتحقق إلا في لعبة بلاي ستيشن ( صنعت في اليابان ).

السيد ديري ( عالم ) لا يكاد يُذكر موضوع استقطاب وتجنيس العلماء إلا وتجد اسمه حاضراً بقوة، وُلِد الطفل ديري في أحد أحياء نيجيريا الفقيرة، كانت أمه غير مهتمة به أبداً، شُغلها الشاغل إرسال الإيميلات المليونية ( ليس لها علاقة بنواب مجلس الأمة )، لا يمر يوم إلا وتصلني رسالة من خالتي ( أم ديري ) تتحدث فيها عن زوجها البطل المغوار وزير المالية السابق والذي ترك لها ثروة تُقدر بـ ٢٥٠ مليون دولار ( زكاتها ٦ مليون وربع دولار ) طبعاً أم ديري ماشية على فتوى الشيخ زكريا ( خليجي ) أنه لا زكاة على الدولار ( عملة كافرة )، نعود إلى صاحبنا ديري الذي أصبح بعد إهمال أمه من أبناء الشارع ( عائلة الشارع موجودة تقريباً في معظم البلاد )، وفي أحد الأيام صَدف أن مرّ في ( فريج ) ديري السيد عماد ( سمسار نادي خليجي ).

جمعة نور يحمل كأس آسيا عالياً محتفياً بانتصار بلاده .. حدث لا ينساه الخليجيون أبداً، حيث أعادت قدم جمعة الحياة للكرة الخليجية، جمعة يعتذر عن أي لقاء صحفي، جمعة لا يتحدث العربية، جمعة يتسلم هدية من أحد المسؤولين عبارة عن سيارة رولزرايس ( تبلغ قيمتها ١٥ سيارة كامري ).

وصلتني قبل قليل رسالة من سيدة تطلب مني مساعدتها في إدخال مبلغ مليار دولار ( وجدتها في كبت أمها .. حسب ما تقول ) إلى دبي، ذُيلت الرسالة باسم "أم جمعة الديري" !!


قبل يومين انتشر خبر تجنيس عالم سلفي في الكويت، ٤٦ سنة كانت هي الفترة التي قضاها الشيخ في الكويت ( نفس الفترة التي قضاها أوباما في أمريكا )، حقيقة لم أكن أعلم أن الشيخ لم يكن كويتياً، نسيت أن أخبركم بأن هذا الشيخ هو صاحب فتوى عدم جواز استجواب رئيس الوزراء قبل سنة

جاءني اتصال قبل قليل من صديقي يطلب مني المجئ إلى مجلسه "ديوانيته" حيث الشباب متجمعين يشاهدون مباراة بين المنتخب الوطني واليابان، اللهم انصرنا على اليابان !!
اللهم انصرنا على اليابان !!

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

اتصالات .. طوووط طوووط !!



بقلم المهندس :- يوسف بن عبدالرحمن النعيمي




"كل شيء عندكم ما يشتغل وخربان .. لا البي بي ولا الإيميلات .. حتى المكالمات مشفرة ..  عيال .. طوووط طوووط" الرقابة تدخلت !!

كانت هذه الكلمات التي ترددت اليوم في فرع اتصالات في فستيفال ستي في دبي، كم أنت مسكين يا موظف اتصالات، لو كنت مكانك سأطالب بعلاوة (بدل سمعة خايسة) !!

أزمات تتكرر، عطل في نظام البلاك بيري تسبب بإيقاف الخدمة 3 أيام، عفواً اتصالات ليست السبب، بيان من اتصالات يحيل العطل إلى الشركة الأم !! المجتمع وأفراده يحيلون السبب إلى (دعاوي) الأم !! (الأم متهمة دائماً بأنها سبب (البلاوي) سواء كانت كائن حي … أو حتى شركة) !!

مأساة أخرى، الإنترنت لا يعمل (مذكر .. يؤنث عند اللزوم)، كيبلات بحرية (أيضاً مؤنث) في البحر الأبيض المتوسط، عومة من ايطاليا كانت السبب (العومة زوجة العوم) !! مالنا ولعومتكم أيها الطليان !!

الأقمار الصناعية !! الثريا معطلة (اسم أنثى) !! الإرسال مشوش !! ليست اتصالات هي السبب !! إنه الهارب تكتيكياً بأمر الله وقدره، ملك ملوك أفريقيا !! ….. من أنتم ؟!

هنا وهناك !!

ولم تقف اتصالات، بل تقدمٌ نحو الأمام، وسعيٌ إلى المستقبل، انبطاح ما دونه انبطاح !!


قضايا المجتمع الإماراتي تعددت، حين تبرز قضية على الساحة يختلف عليها الجميع، حتى وإن كان ظاهرها واضح للعيان، إلا أن الاختلاف سمة لا تتجزأ من سمات أي مجتمع ... نعود لموضوعنا، فقد استغرقت زمناً في التفكير والبحث عن  إيجابية  مميزة لمؤسسة اتصالات، قامت مؤسسة اتصالات .. (أتوقع دون قصد) بتوحيد المجتمع الإماراتي كله .. أطيافه .. أصنافه .. أجناسه وألوانه !! كلهم اجتمعوا على أمر واحد .. الجميع يردد ... طوووط طوووط !!



ملاحظة :- اتصالات (اسم مؤنث .. مرفوع بالنصب والاحتيال وعلامة نصبه .. ايصالات)

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

مجرد أسماء !!



بقلم المهندس :- يوسف بن عبدالرحمن النعيمي




 أسماء .. فتاة من الخليج، تحديداً هي ابنة الإمارات العربية، كانت تملك كتاباً ترسم فيه، ألوانها المائية تمنح الحياة لما رسمته، مثل كل فتيات الخليج رسوماتها لا تتعدى أوراق كتبها ودفاترها، فقد سخر لها القدر أباً يرسم تفاصيل حياتها ويعطيها ما شاء من ألوانٍ قاتمة لا نور فيها ولا ضياء، أوراقٌ متناثرة في كتاب الأب، سقطت عيني على رسمٍ جميل، صف مدرسي، أطفال في الابتدائية، أسماء هنا ؟! هاهي تقف في الصف تكتب على اللوح، شاء القدر أن تصبح معلمة، لم تكن أسماء تهوى مهنة التدريس في طفولتها قط، فقد كان طموحها أن تكون طبيبة أطفال لا معلمةً لهم، أما والدها فمنذ نعومة أظافرها وهو يناديها بـ (الأبلة) .. تبكي وتصرخ أنا لست أبلة .. أنا الدكتورة أسماء.

أضع بين يديكم كتابين، أحدهما غلافه ذا ألوان جميلة، عليه صورة طفلة تركض خلف بالونات ملونة أيضاً، أما الآخر فلا لون عليه سوى الأحمر وقد  كُتب على غلافه بخط أسود (حياة أسماء).

الورقة الأولى من كل كتاب تحمل صورة شابة جميلة ناصعة البياض، صورتها في الكتاب الأول وهي تضع في أذنها سماعة طبية وتكشف على أحد الأطفال وهو يبتسم لها، أما الصورة الأخرى فقد كانت هي نفسها وقد ذَبُل جمالها تقف في صف مدرسي .. كُتب أسفل الصورة (أبلة أسماء).

ورقة أخرى، لم تكن في كتاب الرسم بل كانت إحدى أوراق المأذون الشرعي، فكر الأب وقدر ثم نظر، وعبس في وجه أسماء وبسر، فقال لها إني أرى مالا ترين، ثم أدبر إلى المجلس واستكبر، فقال لصاحبه وابنه إني أريد أن أنكحك ابنتي .. قرأوا الفاتحة .. زُوجت أسماء.

أسماء تبكي هناك، والدتها تبكي أيضاً، أعادتها الأحداث إلى ماضٍ أليم، تاريخ والدتها أصبح حاضر أسماء.
 
هذه ليست قصة فتاة واحدة، بل فتيات .. لا مهنة لهنّ سوى التدريس (أقر بعظمة هذا المهنة)، ولا رأي لهنّ في أكبر وأعظم قرار في حياة الإنسان ألا وهو اختيار شريك الحياة، تؤخذ الفتاة من يدها غصباً بأمر والدها، فلا هي ثيب فتستأمر، وكأنها ليست بكر فتستأذن … لم تكن حكاية اسم .. إنها حكايا أسماء.


إناث تسكنها أرواح، أرواح تنيرها عقول، في مجتمعنا .. أصبحن مجرد أسماء !! فمن للقوارير من بنات خليجنا ؟! من للإناث في مجتمع الذكور ؟! من لأسماء ؟!

الخميس، 6 أكتوبر 2011

التفاحة الرابعة .. من يأكلها ؟!



بقلم المهندس :- يوسف بن عبدالرحمن النعيمي




في المقعد الخلفي للسيارة، أجلس منتصفاً إخوتي‫، الكبير هو من يجلس بجانب الباب دائماً، أما الأخ الأصغر (أنا) فيحرم عليه الاقتراب من الباب فهو من المحرمات في منزلنا، بدأ أخي (يتفلسف) يشرح لي عن سر تلك (الورمة) الموجودة في عنق كل إنسان، مستشهداً بقصة آدم عليه السلام وهبوطه من الجنة إلى الأرض، ما زالت الحكاية تدور في رأسي، هل توجد تفاحة بهذا الحجم ؟ ما لونها ؟ لم هي للذكور فقط ؟ ألا يأكل الإناث التفاح ؟  ‬
‎‫انتهى الحوار، فلا أجوبة لأسئلتي سوى تفاحة ناولتني أمي إياها لكي تشغل فمي عن طرح المزيد منها !‬
  ‬
‎ارفع رأسك‫، انظر إلى الأعلى، تك تك .. كانت هذه مزحة الطفولة التي يمارسها معي أخي الذي يكبرني بأربع سنوات، هدفه هي الورمة .. أو كما يجب أن أسميها .. تفاحة آدم .. ضُربت التفاحة !! ‬

‎أستاذ الفيزياء شرح للطلاب قصة اكتشاف نيوتن للجاذبية وعن شجرة التفاح تلك،التلاميذ لم يروا في حياتهم شجرة تفاح، كل ما يرونه هنا هو شجر الغاف، لو جلس أحدهم مائة سنة تحت شجرة غاف ‫..‬ لما سقطت عليه حبة عنب ‫!!‬ أنهى الأستاذ قصته وبدأ الطلاب في كيل الشتائم للسيد نيوتن  ‫..‬ أحدهم يقول ‫..‬ لو سقطت الشجرة عليه بدلاً من التفاحة ‫..‬ لأنهينا المنهج في شهر ‫!!‬ شُتم نيوتن ‫..‬ وشُتمت التفاحة ‫!!‬

‎ اليوم.. رحل مؤسس أبل ستيف جوبز، رحل وقد ترك تلك التفاحة وعليها بصمته، رحل صاحب أهم ثلاثة اختراعات غيرت حياة الإنسان في هذا العقد، الآي بود والآي فون والآي باد، ‫ذاع صيته أقصى الشرق، وانتشر خبر موته في أنحاء العالم، ‬صغار القوم قبل كبارهم‫، ونساؤهم قبل رجالهم، هذه المؤسسة اليوم تقارن بالدول وميزانياتها الضخمة وإيراداتها الهائلة، بناها هذا الشخص، الذي سبب رحيله عن الشركة سابقاً أزمة لم تنته إلا بعودته، وهاهي الأزمة تلوح في الأفق لتوقف هذه التفاحة، فيموت ستيف، وتفسد تفاحته !! ‬

‎تلك هي قصة التفاحات الثلاث‫، أُكلت الأولى وسقطت الثانية أما الثالثة ‬فدارت حولها القصص والروايات ‫..‬ الجميع يريد أن يعرف سر تلك القضمة ومن قضمها ‫!‬


‎‫
قد تكون أنت صاحب التفاحة الرابعة ! كل ما عليك هو أن تتخذ القرار .. ستأكلها أم ... ؟‬

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

الإمارات .. لها ثمانية أبواب !!



بقلم المهندس :-  يوسف بن عبدالرحمن النعيمي



يخوض مجتمعنا المحلي تجربة جديدة لم يعتد عليها منذ بداية الإتحاد، رغم أنها التجربة الثانية لانتخابات أعضاء المجلس الوطني، لكن فارق حجم المشاركة بين التجربتين يدعنا نطلق عليها التجربة الفعلية الأولى.

لا تكاد تمر في شارع من شوارع  أي إمارة من إمارات الدولة إلا وتبهرك صور المرشحين وهي تعلو أعمدة الإنارة تارة، وتارة أخرى تبحث لها عن مكان بين أشجار الرصيف، أحدهم يبتسم، والآخر ( مكشر )، شيوخاً وشباباً، رجالاً ونساءً، كلٌ له شعاراته وبرامجه، سواء كانت حقيقية أو مزيفة .. كأكثرها، وأسفل كل صورة رقم انتخابي ( ثلاثي مميز كصاحبه )، الجميع أصبح لديه تويتر وفيس بوك، رغم أنني قبل حوالي شهرين كنت أشكو ندرة المغردين في تويتر من أبناء وطني.

لم أعتد على قراءة الجرائد المحلية بصفة يومية، أما في أيامنا هذه، فقد حتمت علي كوميديا الأعضاء وبرامجهم الانتخابية أن أحرص على المتابعة اليومية للصحف، وأن أبحث عنهم بين الصفحات، فقد أسهو أو يغيب عن ناظري أحدهم.

كذلك ينبغي أن لا نعمم وأن نشير إلى وجود بعض المرشحين الجادين الحريصين على هذا الوطن، الذي يصبو المرء إلى منحهم صوته، فهم حقاً خير من يمثل المواطن، لكنهم قليل من قليل.

لا يعي الكثير من المرشحين صلاحيات المجلس الوطني ومهام كل عضو، أحدهم سيرفع الرواتب، والآخر سيوظف كل مواطن، ومرشح سيبني مساكن للجميع، كل هذه مهام تنفيذية تقع على عاتق السلطة التنفيذية لا السلطة الاستشارية، كان ينبغي عليهم أن يختصروا برامجهم في شعار واحد وهو نقل معاناة المواطن وهمومه لأصحاب القرار في الدولة فقط.
ترى هل المواطن بحاجة إلى عضو المجلس الوطني لينقل حاجته إلى المسؤولين ؟

مجلسٌ لا تغلق أبوابه، تتحدث فيه كما تشاء، يُنصت إليك، فإن كنت على حق فقد أُعطيته دون تأخير، وإن كنت غير ذلك أُكرمت ومُنحت، هذه ليست ملامح المجلس الوطني الحالي، بل هي مجالسنا الوطنية منذ مئات السنين إلى يومنا هذا، تجدها في كل إمارة، لا حاجب عليها ولا مانع، هي مجالس ولاة أمورنا قادة هذا الوطن وبناة نهضته.

الأحد، 24 يوليو 2011

وزارة السينما واللبان !!

في قديم الزمان ، كانت هناك وزارة عليها وزير ووكيلان ، أحدهما مسؤول عن السينما والآخر يتابع شؤون اللبان ، عندهما جاسوس ومخبران .

في يوم من الأيام ، قررت إدارة السينما فرض ضريبة على الأفلام ، ضجت الوزارة واغتاظ الوزير ، أما الوكيل فلم يستطع النوم على السرير . يفكر في أمر الشعب كيف يسير، قرر عقد اجتماع هام، قبل أن يخلد للمنام .

أتى الصباح والناس قد اجتمعت أمام ديوان الوزارة، أحدهم يحمل لافتة والآخر إشارة، الشعب يريد تخفيض الأسعار ، الشعب يريد غسل العار ، استنكار ما دونه استنكار . أين وكيل السكر ؟ أين وكيل الأرز ؟ أين وكيل الفيمتو أيضاً !!!

حضرت الشرطة بأمر الوزير ، الوكيل ما زال على السرير ، يفكر في عقد اجتماع هام ، في الأحلام .. عُقد الإجتماع ، الوزير غاضب .. الوكيل غاضب ، حتى حامل الشاي أيضاً غاضب ، لا يوجد شاي ! لا يوجد شاي ! استيقظ يا وكيل !! زوجتك تصرخ !! لا يوجد شاي !!

انتهى الإجتماع ، لم يحضر الوزير ، لم يحضر الوكيل .. كان هناك ماء وشاي ، وحامل الشاي ، لم يكن هناك اجتماع ، تم تأجيل الإجتماع !!!


وكيلنا الآخر ، أيضاً يفكر !! كم أسعار اللبان ؟ اكسترا الأزرق واكسترا الأحمر وكل الألوان ، سيدي الوكيل ، السعر قليل ، ارفع الأسعار من درهم إلى درهمين ، فلن يضر الشعب درهم ، وقد تصبح وزير !!

فكّر قليلاً ، طرح سؤال ، كم أصبح سعر البرميل ؟
وكيلنا يقصد سعر البترول !! سيدي الوكيل لا يوجد عندنا بترول !! محطاتنا مغلقة !! سياراتنا مقفلة !! لدينا حمير !! لا تريد سوى أكل الشعير !!

استشاط الوكيل غضباً ، حك رأسه، قلّب الأوراق .. قرّر عقد اجتماع !!!


المهندس يوسف النعيمي

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

سعادة السفير !!

الأب مع عائلته في الريف الألماني يبحثون عن شقة في فندق، يجد مسكناً للشقق الفندقية يطل على الهضاب الخضراء، المكان: جنة الله في أرضه، الزمان: صيف 2010 ، لكن باب المدخل له رأي آخر .. وُضعت لوحة بيضاء كُتب عليها باللون الأحمر .. لا للعرب !!
تسأل فاطمة أبيها عن سر تلك اللوحة، فيجيب الأب : إنهم يكرهون المسلمين !!!


صورة أخرى في بلد مسلم، الأم مع بناتها يبحثن عن شقة خالية في الريف التركي، الأصالة مع الحضارة تكسوها الطبيعة، اجتمعت كلها في تركيا، الدين هو الإسلام، اللغة تكاد تقترب من العربية، الطبيعة خلابة ،اللوحة على الشقة كلوحة ألمانيا .. لا للعرب !!
إنهم يكرهون العرب !! كان جواب الأم !!


في لبنان، سويسرا الشرق، شباب من الخليج في موسم العيد، يبحثون عن سيارة للإيجار، محلات تأجير السيارات قد خلت من السيارات، أوقفهم لبناني في السولدير يعرض عليهم خدماته، صديق له لديه سيارة خاصة قد يؤجرها عليكم، أجرى اتصالاته، ثم أتى الجواب من صديقه.. لا للخليجيين !!
إنهم يكرهون الخليجيين .. يحقدون عليهم أيضاً !!! تهامس الشباب فيما بينهم !!


في بلد خليجي مجاور، وقع عليه اختيار شابين من الإمارات لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في ربوعه، بعد عودتهم من ذاك البلد،  قررا أن تكون الزيارة الأولى والأخيرة … السبب .. إنهم يكرهون الإماراتيين !!!


مواقف قصيرة دارت كلها في عام 2010، حيث ضاقت الدائرة من الإسلام إلى العروبة ثم الجزيرة لتقف في  بلاد زايد !!

أيها الأب، يا أيتها الأم ، يا شباب الخليج … يا أبناء زايد، كلكم سفراء وكلكم سعادة، فأحسنوا نقل صورة مميزة لحضارتكم وثقافتكم وقيمكم، أخلاقكم أين أضعتموها ؟! ما بال شعوب العالم قد اجتمعت على كراهيتكم ؟ من المسؤول عن تغيير الصورة خلال السنوات الماضية ؟

أسئلة قد تجد صداها لدى أبناء الوطن المغردين خارج الحدود في إجازة الصيف .


المهندس يوسف النعيمي

الجمعة، 24 يونيو 2011

قل لي أتلبس جينزاً أقل لك من هي !!!

كان شرطه حين استنفر والدته وأخواته للبحث عن زوجة له يقضي معها بقية حياته، تشاركه أفكاره وآرائه دون اعتراض، هو الشرط الأول الذي لم ولن يتخلى عنه، فقد تهاوت شروط كثيرة من قبل كشرط القرابة وشرط التعليم، إلا أنه رفض رفضاً قاطعاً القبول بأن تكون زوجة المستقبل قد لبست الجينز في يومٍ ما ( والعياذ بالله .. كما يقول ) أو حتى أن تكون قد راودتها فكرة أو خيال عن  ذلك البنطال الأزرق، فالجينز على حد تعبيره رجس من عمل الشيطان.

بدأ البعض منكم يستنكر فكر هذا الرجل، هل له وجود في عالمنا ؟ أم أنه خيال من خيالات الكاتب التي يوهم بها قراءه ؟ أعود بكم لعشر سنين مضت حين كان الجينز هو المفصل لدى الكثير من الأسر والعوائل المحافظة في مجتمعنا، كان المفصل الذي يفرق بين الفتاة المحافظة والفتاة التاركة لدينها المفارقة للجماعة، كان شعارهم قل لي أتلبس جينزاً أقل لك من هي !!

يا شيخ هل لبس الفتاة الجينز حرام ؟ سؤال كثير ما كان يتردد في المساجد وحلقات العلم وبرامج الفتوى في الإذاعات، آخر يحذر الفتيات من لبس الجينز حتى بدأت تنتشر قصة تلك الفتاة البكر التي حملت بسبب الجينز، أحدهم يقترح على محلات الجينز إهداء جهاز كشف الحمل مع كل جينز يبيعه على فتاة … أو حتى رجل !!

يبدو للقارئ من موضوع هذا المقال أنه يتحدث عن الجينز وأضراره، تحريمه وإباحته، لسنا بصدد الكلام عن هذه الأمور التي يخجل المرء من الخوض فيها، فهي أمور قد أكل عليها الزمان وشرب، لكن ما أردته هو التحدث إليكم عن تلك الأمور التي يخوض فيها المجتمع فترة من الزمن ثم تبدأ تنتشر كانتشار النار في الهشيم، فهي تدخل كل بيت وكل غرفة في بيت، ثم ماذا ؟ .. يتراوى لنا جهل المجتمع .. كيف أضاع المجتمع على نفسه فرصة تعليم المرأة ؟ .. من هو السبب في تأخير عمل المرأة ؟ من المسؤول عن وعن ؟! … على عاتق من يقع تثقيف المجتمع ؟!

سؤال قرأته قبل سنين .. هل يجوز استعمال المرأة للإنترنت دون وجود محرم ؟! ما رأيكم ؟!


المهندس يوسف النعيمي

الأحد، 8 مايو 2011

شرطي المطار !

شرطي المطار !! وما أدراك ما شرطي المطار ؟ حين تتسابق الأحرف نحو ذهنك، تبدأ الصورة العقلية في التشكل، فترى ذاك الحارس الأمين، حاجب الوطن وحاميه، يراقب من يأتي، ويناظر من يرحل، يعزل السلاح، أبيضه وأسوده، يحمي الشباب من آفات العصر ومسكراته، ذاك النزيه هو من رفض الملايين من الدراهم من أجل وطنه .. ولا شيء غير الوطن.

لكن للأسف، استُبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وتغيرت الصورة، وتراقصت الأحرف ليأخذ كل حرف غير مكانه، ويبدأ ذاك الشرطي في سلب آلاف الدراهم وبشكل قانوني لا غبار عليه، حديثي اليوم عن ذاك الشرطي الذي رأيته قبل يومين في مطارنا الدولي الضخم، ذاك المطار الذي أصبح مضرب المثل ليس في خليجنا ومحيطنا فقط، بل في عالمنا الواسع، أصبح نقطة الربط بين الشرق والغرب، وكلنا يفخر بهذا المطار، لكن ما بال هذا الشرطي الذي يخجل المرء حين يراه يرحب بضيوف بلدنا الحبيب بطريقته الخاصة ؟ فصوته أخفى أزيز الطائرات المزعج ، تحرك ! اعبر ! قف ! في يده اليمنى قلم، وفي اليسرى كتاب، فهو يملؤ كتابه الأيسر بيمينه ليضفي إليه الصبغة الشرعية، ثم بدأت نظراته تتسارع، أراها تكاد تخترقني، يبحث عنها، لن تجدها يا شرطي .. الحزام وقد ربطناه، والمخفي خففناه، والهاتف هجرناه .. الرخصة أمامها سنين عديدة، ملكية السيارة جددناها، التأمين قد دُفع .. كيف سترضي ضميرك الميت ؟! يدك أيها الشرطي ما بالها قد يبست لا حراك فيها !


جاوزت شرطي المطار، وحدي لم يتجاوزه أحد، أما من كان خلفي فقد غشيهم ما غشيهم من موج كالظلمات، أحدهم راودته فكرة الوقوف فوراً فزوجه وبناته أمامه يتشوقون إلى لقائه بعد سفرهم الطويل، فإذا بالفكرة تتبعها فكرة، تتحول إلى مخالفة وغرامة، لا ابتسامة بينهما، العجيب أن صاحبنا لم يقف، إنها فكرة، قرأتها يمين شرطي المطار، لكن أين هو من حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ؟ فهاهي يمينه قد نكحت شماله بعبارة عرقلة حركة السير، التي كان هو من يعرقلها طيلة هذا الوقت.

بدأت أناظر خلفي، شقيقي الأكبر بجنبي لديه مهمة أخرى، فهو يبحث عن موقف، وأنا أرقب شرطي المطار، لا موقف هنا ! محاولة أخرى، ورعب آخر، وهو هو لا يتزحزح من مكانه، شامخٌ أبي، صراخه يزداد، بدأ يناظر مرة أخرى، أشد من الأولى، بدأت أسرد عن غيب لوائح النظام المروري، هل من بينها عدم الدوران في نفس المكان خلال دقيقة، أم أنه سيقوم بإدراجها تحت بند التعدي على شرطي المطار، أم أنها عرقلة لحركة السير.


أمور لا أعيها، ليست هكذا بلادي، ألسنا مضرب المثل في حسن استقبال الضيوف ؟ ألم يكن يشار إلينا بالبنان ؟ ألم نوصف بكرم حاتم ؟ وحلم الأحنف ؟ أين نحن من هذا ؟ وأين شرطي المطار ؟!


المهندس يوسف النعيمي

السبت، 23 أبريل 2011

درامات زبالة

على ذاك الشاطئ المحيط بالمياه الصافية، رميت بنفسي على رماله البيضاء، أناظر من حولي، ذاك جيم وهذا ستيفن وهنالك وقفت ليندا مع زوجها، أظنه زوجها فهو يحاول التملص منها وهي كلزقة عنزروت لا تنفك عنه أبدا، هذه صورة حية نقلتها لكم من شاطئ يكاد يملؤه الأجانب، ومواطن واحد.. فضولي، ولا قمامة أو فضلات.

هناك، في أحد أحياء مدينتي الجميلة، منطقة تعج بالمواطنين، بل إنه يمنع على الأجانب امتلاك أي منزل في هذه المنطقة إلا بعد موافقة الحكومة، لا تكاد تلمح عشرة أمتار تخلو من القمامة والفضلات، رغم أن البلدية مشكورةً قامت بتوفير الكثير من ما يسمى ب  ( درامات زبالة ).

في برنامج البث المباشر في إحدى الإذاعات، صرح ذلك المسؤول حين تحدث عن الهوية ، بأن من يرمي القمامة في الشارع لا يحب وطنه، لنجمع تلك الكلمات، ونضعها بين الأسطر ونعيد ترتيب الحروف، فنرى من يحب الوطن، أهو الأجنبي المترف المستمتع بالرمال البيضاء الساطع عليها شعاع الشمس الحارقة التي لا يكاد يحلم بها في بلاده، أم ذاك المواطن الذي لا يرى أية مشكلة في رمي القمامة في الشارع ، فهو يرى عمال النظافة ولسان حالهم يقول " ألقوا ما أنتم ملقون " فإذا أيديهم تلقف ما كان الناس يرمون.

في تايلند، وفي عاصمتها بانكوك، الساعة تشير إلى الخامسة مساء، حينها كنت قد أنهيت قرمشة ذاك البرينجلز الأحمر، صدق قائلها حين قال : لما تفك .. ما حتسك ( بحثت عن كلمة حتسك في لسان العرب، والقاموس المحيط والصحاح والمعجم الوسيط .. لم أجد لها مرادف سوى حتصك ، صك الباب ، يصكه صكا ، أي أغلقه )، بدأت مشوار البحث عن سلة قمامة أضع بها ما أكلت .. استغرق البحث حوالي ٢٥ دقيقة، ولم أجد.

من أمن العقوبة أساء الأدب ، هذه هي الأسباب لا غير ، لسنا بحاجة إلى توعية للمجتمع ولا إلى أية حملات ثقافية اجتماعية، نحن بحاجة إلى دفتر مخالفات بقيمة ٥٠٠ درهم كحد أدنى ورجال لا تكاد تخلو مسافة كيلو متر من أحدهم، حينها سترون الإمارات خالية من القمامة … كذاك الشاطئ الجميل.


المهندس يوسف النعيمي

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

اليساريون الجدد في الإمارات

كوفي شوب آخر، وقهوة أخرى، التغيير أصبح موضة هذه الأيام، الشعب يريد تغيير النظام .. النظام يريد تغيير الشعب في بعض الدول، الموظف يريد تغيير مديره، الطالب يريد تغيير أستاذه، لكن.. يبقى ذاك السائق المقاوم لجميع عوامل التعرية والتجوية، يصر على بقاءه في مساره الأيسر، غير مبال بالسرعة المقررة، لا يكترث بمن خلفه، يمسك بمقوده وينظر أمامه، شعاره : "سيارتي والشارع ملك لي ، ولي وحدي فقط".

على إحدى الطائرات التابعة لطيران الإمارات ، وفي مقصورة ركاب الدرجة الأولى دار الحوار التالي بين راكبين، حيث بدأ أحدهم يتحدث عن مزايا ركاب الدرجة الأولى عن بقية الركاب فقاطعه زميله قائلاً : يكفينا أننا من يصل أولا.
اليساريون هم من يصل أولاً، مبدأ يؤمن به غالبية سكان الإمارات، ألا وهم الهنود، حتى وإن كانت سرعته في المسار الأيسر لا تتجاوز ١٠٠ كم ، فهو سيصل أولاً .

تلك الحالة ليست فريدة من نوعها، ليست مقتصرة على إمارة أو حتى شارع، بل هي انفلونزا قديمة مستجدة، لا لقاح لها ولا تطعيم، انفلونزا اليساريين، في بدايات الثورة الفرنسية بدأ مصطلح "اليساريون" وهم الذين اتخذوا الجهة اليسرى محلاً لهم في البرلمان، كذلك هو الهندي أو لنقل الآسيوي، فذلك هو اللقب الذي استحدثته وسائل الإعلام في الدولة متمثلة في الجرائد اليومية فهي حريصة على عدم إيذاء مشاعر الهنود في الدولة، نعود لذلك الهندي الذي اتخذ من المسار الأيسر في الشارع مقراً له لن يتنازل عنه مهما كلفه الأمر، ولسان حاله يقول : "إنما أوتيته على علم عندي".

حريٌ  بإدارة المرور والتراخيص البحث حول تلك المأساة التي كلفت الدولة أرواح الكثير من مواطنيها الذين نعدهم عملة نادرة في هذه الوطن، كثيرون هم أولئك المطالبين بتدريس مادة الثقافة المرورية في مدارس الدولة، نسي أولئك أن السائقين لا يقل عن ٥٠٪ منهم من خريجي مدارس الهند التي لا تحسن حتى الآن تعليم نطق الحروف الإنجليزية كما هي.

ولنبقى عند تلك الأرواح التي تقرأ هذا المقال، كم هي حالة الضغط والتوتر التي تصيب الكثير منهم حيال هذا الأمر، إن أوضح مثال على هذا الأمر تلك الأزمة المرورية التي تحدث على طريق أبوظبي - دبي يوم الخميس ظهراً حيث ينزح الكثيرون نحو الإمارات الشمالية عائدين إلى بيوتهم وأهاليهم بعد أسبوع مليئ بالعطاء والعمل، يأتي أحد هؤلاء الهنود فيقود المركبة على المسار الأيسر بسرعة ١٠٠ كم ، ملتزماً بما يراه على اللوحات الإرشادية، جاهلاً ما تعنيه الحارة اليسرى ، فهي للتجاوز فقط.

قامت إدارة صندوق الزواج بإطلاق برنامج إعداد يتضمن عدد من الدورات التوعوية والتأهيلية وإلزام المتقدم بطلب المنحة حضور تلك الدورات، فكرة وتميز لا يعيب علينا تقليدها ونقلها إلى إدارة المرور، فهذا هو أحد الحلول التي قد تقودنا إلى إنهاء هذه الأزمة، لم لا تقوم إدارات المرور بإلزام السائقين حضور تلك الدورات التوعوية والتأهيلية للقيادة في شوارع الدولة وكيفية التصرف في حال حدوث حوادث لا قدر الله ؟


عذراً، هذا زميلي قد أتى، وبعذره قد رمى، قائلاً : حادث بسيط على الشارع الآخر ، لكن مثل ما تعرف ، الهنود حسبي الله عليهم، هنا ابتسمت وأنهيت هذا المقال.


المهندس يوسف النعيمي

الأربعاء، 30 مارس 2011

د.نيوترشن والتخسيس الإيراني

في زاوية الكوفي شوب، مرتشفاً تلك القهوة الممزوجة بخلطة سرية جديدة، كابتشينو مع كسيرات من الكوكيز، يبدو أن رياح التغيير قد طالت ستاربكس حتى أنني بدأت أتخيل تلك المظاهرة وشعارها ( الشعب يريد تغيير الكوفي ) كنت منتظرا صديقاً لي، تأخر نصف ساعة أخرى غير النصف ساعة الأولى المعتادة، بدأت قبلها أسلي نفسي بالحاضرين، أنظر إليهم، عدت لتلك العادة السيئة التي لا زلت أبحث عن دورة أو بعض الحبوب التي قد تساعدني في التخلص منها رغم أن دكتور نيوترشن وصف لي بعضها، فهو يعالج ( جميع الأمراض ) أو كما يدعي، لكنني لم أستخلص أية فائدة منها، بل إن هذه الحبوب قد أضافت قوة إلى سمعي، بدأت أسرق همساتهن، ثلاث فتيات ، اثنتان منهن ينتمين إلى الجنس اللطيف، أما الأخرى فلا أعلم في أي صنف أضعها، لازلت غير قادر على فهم حديثهن، يبدو أن حبوب نيوترشن كان لها تأثير إيجابي، يوسف .. يوسف .. كان هذا صوت من أنتظر، فقد شرف بالحضور وفي يده فنجان اسبريسو، وهو يبتسم قائلاً : كانوا يريدون استخدامي كفأرة تجارب على قهوتهم الجديدة، قاطعته محاولاً عدم جذب انتباهه إلى ما أشرب .. انظر إليهن ، لم أستطع فهم كلمة واحدة .. بدأ يسترق السمع .. وضحك .. كان رده .. يا غبي إنهن يتحدثن اللغة الإيرانية.

ما هي العلاقة بين الغباء وعدم إتقان اللغة الفارسية؟ كان هذا السؤال الذي طرحته حين انشغل صديقي بالرد على مكالمة هاتفية، أحقاً أنا أتصف بالغباء لعدم إتقاني اللغة الفارسية؟ أهي من الأهمية بدرجة أن يتقنها مواطني الخليج؟ وماذا ستنفع خليجنا تلك اللغة؟

البحرين وما طُبِخ لها، يلزمنا أن نعي أن العدو الأول لمنطقة الخليج العربي ليست إسرائيل أو حتى الغرب، العدو الأخطر هو ذاك الذي يحمل حقداً دفينا منذ ألف وأربعمائة سنة واستطاع إخفائه تحت ستارة التشيع ألا وهو العدو الفارسي الذي يطمح أن يعيد أمجاد كسرى بن هرمز، أن يعيد العرب لجاهليتهم، وقد استطاع تحقيق المرحلة الأولى من إخضاع مملكة المناذرة أو ما تسمى بالعراق اليوم للسيطرة الإيرانية وستكون دويلات الخليج هي المرحلة الثانية كما يقول.

بدأ يتحدث عن إسلامية إيران، عن وقوفها أمام أمريكا، عن خوف إسرائيل من الزحف الإيراني، عن مقاومة حزب الله، عن حركة حماس والدعم الإيراني لها، كان سؤالي له، وما علاقة احتلال الجزر الثلاث بتحرير فلسطين؟!

الموت لأمريكا، هذا الشعار الذي يصم آذاننا جميعاً، ويعمي أعين الكثيرين، ممن تنتشيهم تلك النشوة بالنصر الإسلامي، ظنّ هؤلاء أن النصر قادم من حسينيات قم وجامعات طهران، هذه الحضارة قامت على أيد العرب ولن تنهض إلا على العرب.

كم سعدت لرؤية أبناء وطني ، الخليجيين وهم يحررون أرض البحرين من أوثان إيران وعملائها، فقد أعادوا أمجاد ذي قار والقادسية .

الحل الأمني، أشبه الحل الأمني بمادة البروفين ، يختلف حجمها على حسب الألم ، نحن في دول الخليج أظن أننا بحاجة إلى آلاف الجرامات البروفينية تجاه الإيرانيين ومن والاهم سواء كانوا من أبناء جلدتنا نبرأ إلى الله منهم أو من غيرهم في وطننا الخليجي .

الحل الإستراتيجي، حتى يومنا هذا لا يوجد مركز استراتيجي واحد يهتم بالشأن الإيراني في مجلس التعاون، أين نحن من تلكم الحكمة القائلة ( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم )؟ كم عدد الأشخاص الخليجيين الذي يقرأون الصحف الإيرانية وما يدور فيها؟ جلسات البرلمان الإيراني من يستمع لها؟ هل لدى دول الخليج أية اتصالات بالمعارضة الإيرانية الداخلية أو حتى الخارجية؟ ما هو دور سفارات الخليج في طهران؟ ما هو الدعم الخليجي الذي يتم تقديمه للقنوات الفضائية الموجهة لفضح النظام الإيراني؟ ماذا أعددنا لمواجهة إيران؟ أسئلة عديدة أنهي بها مقالي، قد تجيب عليها الأيام القادمة.


المهندس يوسف النعيمي

الاثنين، 21 مارس 2011

دقة .. أم زنقة بزنقة

في زاوية أجلس، في ذاك الكوفي شوب الذي اعتدت زيارته صباح كل سبت، قليلٌ من اسبريسو وغثاءٌ من الأخبار المحلية والدولية التي بدت قديمة بعض الشيء في ثورة الصحافة الإلكترونية، لكن، تبقى الصحف المحلية مميزة بكم هائل من الإعلانات التي لا مصداقية فيها سوى القليل منها، بقيت أطالع في إعلان تلك المفروشات وغرف نوم الزوجية، بدأت التخيلات تسري عن أحلام الزواج والأسرة والبيت، من سأتزوج ؟ وكيف سأختار أثاث الغرفة والمنزل ؟ وهل ينقص من رجولة الزوج الأخذ برأي زوجته ؟ أم أننا أصبحنا في عصر يطالب فيه الزوج زوجته بإعطائه فرصة المشاركة ؟ .. فجأة يقطع حبل أفكاري ذاك النقاش الدائر على طاولة تقع أمام طاولتي مباشرة، حينها بدأت أسترق السمع لا لشيء، إلا لحب معرفةٍ وفضولٍ اشتهرت بهما.

كان الحوار بينهما، كحوار كثيرٍ من شباب اليوم، عن تلك البطولات وتلك المعارك، لا أقصد معارك سيدي بوزيد ولا غزوات ميدان التحرير، بل كان يروي بطولاته الغرامية مع الفتيات، كيف بدأت ؟ ولمَ انتهت ؟! وما بينهما ! ثم تحول ذاك الغازي قائد المعركة إلى داعية ومفتي حاله حال الكثير ممن كنت أستمع إليهم من أصحاب البشوت والغتر الحمراء أو ما يسمى بالشماغ، كان يتحدث عن دراسة أجراها، إذاً فهو باحثٌ أيضاً، فقد أجرى دراسة حول من وقعن في أسره في تلك الغزوات، إذ تبين لباحثنا أن جميع من وقعن في شباك غرامه قد اشتركن في سمة، واجتمعن في صفة، ألا وهي أنهن كلهن بلا استثناء لهنّ آباء وإخوان لا يدعون معركة إلا أتوها ولا غزوة إلا شاركوا بها، فهم كصحابنا إن لم يكونوا أدهى، وكأن باحثنا قد استنتج ذاك مما سمعه من دعاة هذا العصر "كما تدين تدان"، هنا قاطعه صاحبه قائلاً صحيحٌ كلامك أسمعت قصة ذاك التاجر وابنه حين قال له دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا وبدأ يسرد القصة التي لا تخفى على جوجل حفظه الله لنا إن أردتم قرائتها، لكن توخوا الحذر عند كتابتها فهي تكتب دقة وليست زنقة، فقد كثرت زنقات هذا العصر، وصاحبنا أحد هذه الزنقات، نعود لحديثهم، فقد أجابه باحثنا الرشيد قائلاً : نعم سمعتها كثيراً، أما سمعت شعر الشافعي، هنا ذهلت ودهشت! فمن أجالس يا ترى؟ أهو باحث ؟ أم شاعر ؟ أم داعية ؟ أم ماذا؟! أين غرامياته؟! أين عشيقاته؟! لكن لم يسعني الوقت لأكمل دهشتي، فقد بدأ شاعرنا بسرد أبيات الشافعي كما يدّعي قائلاً :
إن الزنا دينٌ فإن أقرضته
كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
وبعد أن أكمل شاعرنا أبيات شعره، طرح صاحبه سؤالاً قد يطرحه الكثيرون : وأنت ألا تخشى مما تفعل ؟ هنا ارتسمت ابتسامة خبيثة أخفت ما لباحثنا وداعيتنا وشاعرنا من هيبة حديثه وأعادت له غرامياته وعاد كما كان، ثم أجاب : إنني وحيد والدي فليس لدي ما أخشى عليه.

ولم يكملا الحديث حيث رأى صاحبنا فتاتين قد جلستا على مقربة منه، وكأن المعركة بدأت تلوح من بعيد، أما أنا فأشحت بوجهي بعيداً وما زالا حديثهما يرن في أذني طارحاً عدة تساؤلات، ما ذنب أخته إن كانت له أخت ؟ أهذا هو قانون الحياة ؟! أهذا هو الإسلام الذي نفخر به؟! أهو نقصٌ في الإسلام معاذ الله؟! أم هو نقص في فهم دعاة ومشايخ العصر؟! أين قول الله تعالى في محكم تنزيله " ‫وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى‬ " أنضرب به عرض الحائط ونأتي بتلك القصص التي لا أصل لها، أما يدري أن تلك الأحاديث التي جاءتنا كحديث "عفوا تعف نسائكم " وحديث "ابن آدم اصنع ما شئت كما تدين تدان" جميعها إما أحاديث موضوعة أو ضعيفة، ألا يعلم صاحبنا أنّ ما يردده على لسان الشافعي لا يثبت عنه.

ليست دعوة للفساد، وليست نشر للرذيلة بين الناس، لكن يا علماء الدين يا مفكري هذا العصر، تيقنوا مما تقولوا وتثبتوا، فليس الأمر كما تظنون، وليس هكذا يُنصح شباب الأمة، فلنفرض أن أخوان أحدهما ملتزم والآخر جاد عن طريق الصواب كصاحبنا في الكوفي شوب، شقيقتهما ما ذنبها ؟ ما ذنب أخيها الملتزم ؟ أيعاقبهما الديان بذنب أخيهما ؟ معاذ الله لا يقبل الله ظلماً على نفسه.

أردت أن أوضح الأمر وأبين للناس ما يلزم تبيينه، لست داعية ولست عالماً لكنّ الله وهبني عقلاً أفكر به وأعمل، فلا أدع لعلماء عصرنا التفكير نيابة عني أو إقرار ما لم يقره عقلي، إلا إن كان من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

هذه رسالتي إليكم فإن قُدّر لكم الجلوس بجانب العلامة جليس الكوفي شوب، واسترقتم السمع أعوذ بالله منها من عادة سيئة، وسمعتم صاحبنا ينصح قائلاً دقة بدقة، فارحلوا بعيداً فإنما هي إحدى زنقاته التي حدثتكم عنها.


المهندس يوسف النعيمي

الاثنين، 14 مارس 2011

دعوها فإنها منتنة !

تعيش دولة الإمارات وضع اجتماعي يختلف عن جميع دول العالم ، فهي دولة حديثة لم تكمل عامها الأربعين بعد ، ذات نظام اتحادي فريد من نوعه ، ولا يزال الخلاف حول نسبة مواطنيها عائقاً أمام الكثير من الدراسات ، فأكثرهم تفاؤلاً يرى أن نسبتهم تكاد تصل إلى ١٨٪ أي أنهم لا يتجاوزن المليون نسمة ، وهؤلاء المليون يشكلون خليطاً من مختلف الأعراق فهم من بادية وحضر وهجرة بدأت منذ قرن حتى يومنا هذا من مختلف المناطق المحيطة بالدولة سواء من إيران أو اليمن أو حتى عمان الشقيقة .

ذات يوم سألني أحدهم قائلا : من أين أنت ؟ ، فأجبته باستغراب ، مواطن من الإمارات . فكان رده أعجب وأغرب ، أعلم أنك من الإمارات لكنني أقصد أأنت مواطن بدوي أم من الحضر أم أنك يمني أم عيمي أم بلوشي .. إلخ .. وبدأ يردد جميع العرقيات الأخرى ، فكان ردي له .. بل أنا مواطن إماراتي .

مازلت أتذكر تلك اللحظة التي تم فيها إعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، القيادة الحكيمة في الدولة لم تفرق بين عرق وآخر ، بل رفعت راية الإمارات عالية حتى شملت جميع مواطنيها ، وكان شعارها الوطن أولاً ، لكن البعض كان له رأي آخر ، فمنهم من استنكر تعيين من كان لا يعتبرهم من أهل البلد في مناصب عليا كوزراء وما دون، ومنهم من فرح فرحاً واستبشر خيراً وكأنه نصر عظيم للعرق الفارسي ، ونسي الجميع أننا كلنا إماراتيون .


أحد المسؤولين في الدولة ، يرفض تعيين أي موظف في الجهة التي يعمل بها إلا أن يكون الشخص من قبيلة يرجع أصلها إلى أرض الإمارات فقط حيث ينتمي .

وزير سابق ، ينتمي إلى  تلك الهجرات التي قدمت إلى أرض الإمارات خلال القرن الماضي ، بقي في وزارته عدة سنين ، كانت كفيلة بأن  تبقي التعيين في تلك الوزارة على فئة معينة من مسقط رأسه من حيث أتى . نسي ذلك الوزير أننا كلنا إماراتيون .

دائرة حكومية، تم تعيين مدير عام جديد .. أيضاً ينتمي إلى هجرة من دولة عربية ، وما هي إلا سنوات حتى صار أغلب موظفيها من مواطني الدولة الذين ترجع أصولهم إلى مسقط رأس المدير، نسي ذاك المدير أننا كلنا إماراتيون .

كل ذلك غيض من فيض ، ألا يعلم هؤلاء أن مسيرة النجاح والعمل الصادق المخلص والعطاء للوطن لا يكون إلا بالولاء التام لأرض الوطن ، لرئيس الإتحاد ، لسنا بحاجة لمعرفة من أي قبيلة ذاك ولأي عرق ينتمي ، وأين وُلِد أباه وجده ، فهو في آخر المطاف رجل إماراتي ، وكلنا إماراتيون .

ليدع المرء مخيلته تسري به ، في دولة كل فرد فيها يرى أننا كلنا إماراتيون ، الولاء للدولة ، الإنتماء للوطن ، العمل الجاد من أجل النهضة ، واستمرار المسيرة التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، مؤسس هذا الإتحاد .

حتى متى سيظل الولاء للعائلة والقبيلة، إلى متى سيبقى الإنتماء للعرق ؟! ..  أين الوطن ؟! ، لم لا يصبح شعار كل مواطن ، كلنا إماراتيون ؟! .

إن بقي الأمر على ما هو عليه ، وظلّ الجميع كلٌ  يتحيز إلى فئته وجماعته ، فليعلموا أن الوقت يمضي ، وعقارب الساعة تدور ، بينما ستقف مسيرة النهضة .

يجب على جميع المواطنين أن يقفوا وقفة واحدة ، دون تحيز لعرق ولقبيلة ، يسعون لبناء هذه الدولة ونهضتها ولسان حالهم يقول كلنا إماراتيون .


المهندس يوسف النعيمي

السبت، 5 مارس 2011

كوفي شوب

كوفي شوب !


الحياة تنقسم إلى واقع وحدث ، واقعٌ يُخلّد وآخر يتلاشى ، له أسبابه ، وعليه آثاره ، تدور فكرة .. تلوها فكرة .. يصبح الواقع مليئا بأفكار عائمة ، حتى يصير ماضياً لا يخلده سوى القلم .

نجلس بصفة شبه دائمة في الكوفي شوب ، ذاك يحلل ، وهذا يستنتج ، وعقارب الساعة تدور ، حتى يطلب أحدهم من الجرسون الفاتورة ، بينما تبقى الأفكار في ذاك المقهى لا لون لها ولا رائحة .

هنا نشأت فكرة التدوين . وكان القلم حاضراً ،آرائي وأفكاري لن أبقيها حبيسة الكوفي شوب ، بل سأناقشها معكم ، وسأبادلكم ، وكأنكم كنتم حاضرين معنا وأنتم خلف شاشاتكم ، سأتحدث معكم بحرية لا تعيقها حدود ، سأقوم بانتشال الحدث قبل دفنه . وتثبيته ورفعه ، حتى يكون خالداً في ذاكرة التاريخ .

سأدون أفكاري ، وأطرح آرائي .


المهندس يوسف النعيمي