تعيش دولة الإمارات وضع اجتماعي يختلف عن جميع دول العالم ، فهي دولة حديثة لم تكمل عامها الأربعين بعد ، ذات نظام اتحادي فريد من نوعه ، ولا يزال الخلاف حول نسبة مواطنيها عائقاً أمام الكثير من الدراسات ، فأكثرهم تفاؤلاً يرى أن نسبتهم تكاد تصل إلى ١٨٪ أي أنهم لا يتجاوزن المليون نسمة ، وهؤلاء المليون يشكلون خليطاً من مختلف الأعراق فهم من بادية وحضر وهجرة بدأت منذ قرن حتى يومنا هذا من مختلف المناطق المحيطة بالدولة سواء من إيران أو اليمن أو حتى عمان الشقيقة .
ذات يوم سألني أحدهم قائلا : من أين أنت ؟ ، فأجبته باستغراب ، مواطن من الإمارات . فكان رده أعجب وأغرب ، أعلم أنك من الإمارات لكنني أقصد أأنت مواطن بدوي أم من الحضر أم أنك يمني أم عيمي أم بلوشي .. إلخ .. وبدأ يردد جميع العرقيات الأخرى ، فكان ردي له .. بل أنا مواطن إماراتي .
مازلت أتذكر تلك اللحظة التي تم فيها إعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، القيادة الحكيمة في الدولة لم تفرق بين عرق وآخر ، بل رفعت راية الإمارات عالية حتى شملت جميع مواطنيها ، وكان شعارها الوطن أولاً ، لكن البعض كان له رأي آخر ، فمنهم من استنكر تعيين من كان لا يعتبرهم من أهل البلد في مناصب عليا كوزراء وما دون، ومنهم من فرح فرحاً واستبشر خيراً وكأنه نصر عظيم للعرق الفارسي ، ونسي الجميع أننا كلنا إماراتيون .
أحد المسؤولين في الدولة ، يرفض تعيين أي موظف في الجهة التي يعمل بها إلا أن يكون الشخص من قبيلة يرجع أصلها إلى أرض الإمارات فقط حيث ينتمي .
وزير سابق ، ينتمي إلى تلك الهجرات التي قدمت إلى أرض الإمارات خلال القرن الماضي ، بقي في وزارته عدة سنين ، كانت كفيلة بأن تبقي التعيين في تلك الوزارة على فئة معينة من مسقط رأسه من حيث أتى . نسي ذلك الوزير أننا كلنا إماراتيون .
دائرة حكومية، تم تعيين مدير عام جديد .. أيضاً ينتمي إلى هجرة من دولة عربية ، وما هي إلا سنوات حتى صار أغلب موظفيها من مواطني الدولة الذين ترجع أصولهم إلى مسقط رأس المدير، نسي ذاك المدير أننا كلنا إماراتيون .
كل ذلك غيض من فيض ، ألا يعلم هؤلاء أن مسيرة النجاح والعمل الصادق المخلص والعطاء للوطن لا يكون إلا بالولاء التام لأرض الوطن ، لرئيس الإتحاد ، لسنا بحاجة لمعرفة من أي قبيلة ذاك ولأي عرق ينتمي ، وأين وُلِد أباه وجده ، فهو في آخر المطاف رجل إماراتي ، وكلنا إماراتيون .
ليدع المرء مخيلته تسري به ، في دولة كل فرد فيها يرى أننا كلنا إماراتيون ، الولاء للدولة ، الإنتماء للوطن ، العمل الجاد من أجل النهضة ، واستمرار المسيرة التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، مؤسس هذا الإتحاد .
حتى متى سيظل الولاء للعائلة والقبيلة، إلى متى سيبقى الإنتماء للعرق ؟! .. أين الوطن ؟! ، لم لا يصبح شعار كل مواطن ، كلنا إماراتيون ؟! .
إن بقي الأمر على ما هو عليه ، وظلّ الجميع كلٌ يتحيز إلى فئته وجماعته ، فليعلموا أن الوقت يمضي ، وعقارب الساعة تدور ، بينما ستقف مسيرة النهضة .
يجب على جميع المواطنين أن يقفوا وقفة واحدة ، دون تحيز لعرق ولقبيلة ، يسعون لبناء هذه الدولة ونهضتها ولسان حالهم يقول كلنا إماراتيون .
ذات يوم سألني أحدهم قائلا : من أين أنت ؟ ، فأجبته باستغراب ، مواطن من الإمارات . فكان رده أعجب وأغرب ، أعلم أنك من الإمارات لكنني أقصد أأنت مواطن بدوي أم من الحضر أم أنك يمني أم عيمي أم بلوشي .. إلخ .. وبدأ يردد جميع العرقيات الأخرى ، فكان ردي له .. بل أنا مواطن إماراتي .
مازلت أتذكر تلك اللحظة التي تم فيها إعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، القيادة الحكيمة في الدولة لم تفرق بين عرق وآخر ، بل رفعت راية الإمارات عالية حتى شملت جميع مواطنيها ، وكان شعارها الوطن أولاً ، لكن البعض كان له رأي آخر ، فمنهم من استنكر تعيين من كان لا يعتبرهم من أهل البلد في مناصب عليا كوزراء وما دون، ومنهم من فرح فرحاً واستبشر خيراً وكأنه نصر عظيم للعرق الفارسي ، ونسي الجميع أننا كلنا إماراتيون .
أحد المسؤولين في الدولة ، يرفض تعيين أي موظف في الجهة التي يعمل بها إلا أن يكون الشخص من قبيلة يرجع أصلها إلى أرض الإمارات فقط حيث ينتمي .
وزير سابق ، ينتمي إلى تلك الهجرات التي قدمت إلى أرض الإمارات خلال القرن الماضي ، بقي في وزارته عدة سنين ، كانت كفيلة بأن تبقي التعيين في تلك الوزارة على فئة معينة من مسقط رأسه من حيث أتى . نسي ذلك الوزير أننا كلنا إماراتيون .
دائرة حكومية، تم تعيين مدير عام جديد .. أيضاً ينتمي إلى هجرة من دولة عربية ، وما هي إلا سنوات حتى صار أغلب موظفيها من مواطني الدولة الذين ترجع أصولهم إلى مسقط رأس المدير، نسي ذاك المدير أننا كلنا إماراتيون .
كل ذلك غيض من فيض ، ألا يعلم هؤلاء أن مسيرة النجاح والعمل الصادق المخلص والعطاء للوطن لا يكون إلا بالولاء التام لأرض الوطن ، لرئيس الإتحاد ، لسنا بحاجة لمعرفة من أي قبيلة ذاك ولأي عرق ينتمي ، وأين وُلِد أباه وجده ، فهو في آخر المطاف رجل إماراتي ، وكلنا إماراتيون .
ليدع المرء مخيلته تسري به ، في دولة كل فرد فيها يرى أننا كلنا إماراتيون ، الولاء للدولة ، الإنتماء للوطن ، العمل الجاد من أجل النهضة ، واستمرار المسيرة التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، مؤسس هذا الإتحاد .
حتى متى سيظل الولاء للعائلة والقبيلة، إلى متى سيبقى الإنتماء للعرق ؟! .. أين الوطن ؟! ، لم لا يصبح شعار كل مواطن ، كلنا إماراتيون ؟! .
إن بقي الأمر على ما هو عليه ، وظلّ الجميع كلٌ يتحيز إلى فئته وجماعته ، فليعلموا أن الوقت يمضي ، وعقارب الساعة تدور ، بينما ستقف مسيرة النهضة .
يجب على جميع المواطنين أن يقفوا وقفة واحدة ، دون تحيز لعرق ولقبيلة ، يسعون لبناء هذه الدولة ونهضتها ولسان حالهم يقول كلنا إماراتيون .
المهندس يوسف النعيمي
لا أعلم حقيقة كيف وصلت اليوم بالذات إلى مدونتك, وإلى مقالك هذا بالذات!!
ردحذفاليوم ومن سويعات مضت كنت أتحدث مع عمي ومن بين ما ذكر موضوع الانتماء, كنت أصر أنني من الإمارات وكان يزيد إصرارا أننا في الأصل لا ننتمي إلى هنا, وكانت حجته أننا لو سحبت جنسياتنا فلابد أن نرجع إلى أرض الوطن على حد تعبيره!!
بينما كلي إصرار على انتمائي إلى هنا, إماراتي التي لا أعرف أما وأبا غيرها!! حتى ولو أصبحت "بدون" لا سمح الله، فإني لن أغادر هنا..
فهنا ولدت وفهنا عشت وكبرت وهنا أموت بمشيئة الرحمن
..
كنت أتمنى لو أنه يقرأ معي مقالك, علّه يعدل عن فكرته التي أبكتني لمجرد تخيل وجودي في مكان غير "هنا"..
يقودنا القدر إلى حيث لا ندري، بينما نقود الحياة إلى حيث نريد.
ردحذفليس المهم كيف وصلتِ ، لكن المهم أنك وصلتِ وقرأتِ، أتفق معكِ وأختلف مع العم الغالي .
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاش ثلاث وخمسون سنة من حياته في مكة، حيث وُلد ، كان من أشرف بيوتها، لكنه بعد موقعة حنين ، رفض العودة إلى دياره ، وقرر الرجوع إلى المدينة المنورة ، حيث انتمائه في تلك الدولة التي بناها ومنها انطلقت نهضة الأمة وحضارتها .
هذه الدولة منحت لنا الكثير صغاراً، وستظل تمنحنا طيلة حياتنا ، وحتى بعد مماتنا ستمنحنا دفئها وحضنها وباطن أرضها، فماذا سنمنحها ؟!
دولة الإمارات لا تمنح شخصاً جنسيتها لتقوم بإسقاطها ، بل منحتها حين علمت أن الولاء والإنتماء لهذه الأرض ، الأرض المباركة .
أرض الإمارات ، فيها نحيا ، وعلى أرضها نموت ، وفي ترابها ندفن .