شرطي المطار !! وما أدراك ما شرطي المطار ؟ حين تتسابق الأحرف نحو ذهنك، تبدأ الصورة العقلية في التشكل، فترى ذاك الحارس الأمين، حاجب الوطن وحاميه، يراقب من يأتي، ويناظر من يرحل، يعزل السلاح، أبيضه وأسوده، يحمي الشباب من آفات العصر ومسكراته، ذاك النزيه هو من رفض الملايين من الدراهم من أجل وطنه .. ولا شيء غير الوطن.
لكن للأسف، استُبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وتغيرت الصورة، وتراقصت الأحرف ليأخذ كل حرف غير مكانه، ويبدأ ذاك الشرطي في سلب آلاف الدراهم وبشكل قانوني لا غبار عليه، حديثي اليوم عن ذاك الشرطي الذي رأيته قبل يومين في مطارنا الدولي الضخم، ذاك المطار الذي أصبح مضرب المثل ليس في خليجنا ومحيطنا فقط، بل في عالمنا الواسع، أصبح نقطة الربط بين الشرق والغرب، وكلنا يفخر بهذا المطار، لكن ما بال هذا الشرطي الذي يخجل المرء حين يراه يرحب بضيوف بلدنا الحبيب بطريقته الخاصة ؟ فصوته أخفى أزيز الطائرات المزعج ، تحرك ! اعبر ! قف ! في يده اليمنى قلم، وفي اليسرى كتاب، فهو يملؤ كتابه الأيسر بيمينه ليضفي إليه الصبغة الشرعية، ثم بدأت نظراته تتسارع، أراها تكاد تخترقني، يبحث عنها، لن تجدها يا شرطي .. الحزام وقد ربطناه، والمخفي خففناه، والهاتف هجرناه .. الرخصة أمامها سنين عديدة، ملكية السيارة جددناها، التأمين قد دُفع .. كيف سترضي ضميرك الميت ؟! يدك أيها الشرطي ما بالها قد يبست لا حراك فيها !
جاوزت شرطي المطار، وحدي لم يتجاوزه أحد، أما من كان خلفي فقد غشيهم ما غشيهم من موج كالظلمات، أحدهم راودته فكرة الوقوف فوراً فزوجه وبناته أمامه يتشوقون إلى لقائه بعد سفرهم الطويل، فإذا بالفكرة تتبعها فكرة، تتحول إلى مخالفة وغرامة، لا ابتسامة بينهما، العجيب أن صاحبنا لم يقف، إنها فكرة، قرأتها يمين شرطي المطار، لكن أين هو من حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ؟ فهاهي يمينه قد نكحت شماله بعبارة عرقلة حركة السير، التي كان هو من يعرقلها طيلة هذا الوقت.
بدأت أناظر خلفي، شقيقي الأكبر بجنبي لديه مهمة أخرى، فهو يبحث عن موقف، وأنا أرقب شرطي المطار، لا موقف هنا ! محاولة أخرى، ورعب آخر، وهو هو لا يتزحزح من مكانه، شامخٌ أبي، صراخه يزداد، بدأ يناظر مرة أخرى، أشد من الأولى، بدأت أسرد عن غيب لوائح النظام المروري، هل من بينها عدم الدوران في نفس المكان خلال دقيقة، أم أنه سيقوم بإدراجها تحت بند التعدي على شرطي المطار، أم أنها عرقلة لحركة السير.
أمور لا أعيها، ليست هكذا بلادي، ألسنا مضرب المثل في حسن استقبال الضيوف ؟ ألم يكن يشار إلينا بالبنان ؟ ألم نوصف بكرم حاتم ؟ وحلم الأحنف ؟ أين نحن من هذا ؟ وأين شرطي المطار ؟!
لكن للأسف، استُبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وتغيرت الصورة، وتراقصت الأحرف ليأخذ كل حرف غير مكانه، ويبدأ ذاك الشرطي في سلب آلاف الدراهم وبشكل قانوني لا غبار عليه، حديثي اليوم عن ذاك الشرطي الذي رأيته قبل يومين في مطارنا الدولي الضخم، ذاك المطار الذي أصبح مضرب المثل ليس في خليجنا ومحيطنا فقط، بل في عالمنا الواسع، أصبح نقطة الربط بين الشرق والغرب، وكلنا يفخر بهذا المطار، لكن ما بال هذا الشرطي الذي يخجل المرء حين يراه يرحب بضيوف بلدنا الحبيب بطريقته الخاصة ؟ فصوته أخفى أزيز الطائرات المزعج ، تحرك ! اعبر ! قف ! في يده اليمنى قلم، وفي اليسرى كتاب، فهو يملؤ كتابه الأيسر بيمينه ليضفي إليه الصبغة الشرعية، ثم بدأت نظراته تتسارع، أراها تكاد تخترقني، يبحث عنها، لن تجدها يا شرطي .. الحزام وقد ربطناه، والمخفي خففناه، والهاتف هجرناه .. الرخصة أمامها سنين عديدة، ملكية السيارة جددناها، التأمين قد دُفع .. كيف سترضي ضميرك الميت ؟! يدك أيها الشرطي ما بالها قد يبست لا حراك فيها !
جاوزت شرطي المطار، وحدي لم يتجاوزه أحد، أما من كان خلفي فقد غشيهم ما غشيهم من موج كالظلمات، أحدهم راودته فكرة الوقوف فوراً فزوجه وبناته أمامه يتشوقون إلى لقائه بعد سفرهم الطويل، فإذا بالفكرة تتبعها فكرة، تتحول إلى مخالفة وغرامة، لا ابتسامة بينهما، العجيب أن صاحبنا لم يقف، إنها فكرة، قرأتها يمين شرطي المطار، لكن أين هو من حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ؟ فهاهي يمينه قد نكحت شماله بعبارة عرقلة حركة السير، التي كان هو من يعرقلها طيلة هذا الوقت.
بدأت أناظر خلفي، شقيقي الأكبر بجنبي لديه مهمة أخرى، فهو يبحث عن موقف، وأنا أرقب شرطي المطار، لا موقف هنا ! محاولة أخرى، ورعب آخر، وهو هو لا يتزحزح من مكانه، شامخٌ أبي، صراخه يزداد، بدأ يناظر مرة أخرى، أشد من الأولى، بدأت أسرد عن غيب لوائح النظام المروري، هل من بينها عدم الدوران في نفس المكان خلال دقيقة، أم أنه سيقوم بإدراجها تحت بند التعدي على شرطي المطار، أم أنها عرقلة لحركة السير.
أمور لا أعيها، ليست هكذا بلادي، ألسنا مضرب المثل في حسن استقبال الضيوف ؟ ألم يكن يشار إلينا بالبنان ؟ ألم نوصف بكرم حاتم ؟ وحلم الأحنف ؟ أين نحن من هذا ؟ وأين شرطي المطار ؟!
المهندس يوسف النعيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق