Twitter

Follow YousefAlnuaimi on Twitter

الأربعاء، 30 مارس 2011

د.نيوترشن والتخسيس الإيراني

في زاوية الكوفي شوب، مرتشفاً تلك القهوة الممزوجة بخلطة سرية جديدة، كابتشينو مع كسيرات من الكوكيز، يبدو أن رياح التغيير قد طالت ستاربكس حتى أنني بدأت أتخيل تلك المظاهرة وشعارها ( الشعب يريد تغيير الكوفي ) كنت منتظرا صديقاً لي، تأخر نصف ساعة أخرى غير النصف ساعة الأولى المعتادة، بدأت قبلها أسلي نفسي بالحاضرين، أنظر إليهم، عدت لتلك العادة السيئة التي لا زلت أبحث عن دورة أو بعض الحبوب التي قد تساعدني في التخلص منها رغم أن دكتور نيوترشن وصف لي بعضها، فهو يعالج ( جميع الأمراض ) أو كما يدعي، لكنني لم أستخلص أية فائدة منها، بل إن هذه الحبوب قد أضافت قوة إلى سمعي، بدأت أسرق همساتهن، ثلاث فتيات ، اثنتان منهن ينتمين إلى الجنس اللطيف، أما الأخرى فلا أعلم في أي صنف أضعها، لازلت غير قادر على فهم حديثهن، يبدو أن حبوب نيوترشن كان لها تأثير إيجابي، يوسف .. يوسف .. كان هذا صوت من أنتظر، فقد شرف بالحضور وفي يده فنجان اسبريسو، وهو يبتسم قائلاً : كانوا يريدون استخدامي كفأرة تجارب على قهوتهم الجديدة، قاطعته محاولاً عدم جذب انتباهه إلى ما أشرب .. انظر إليهن ، لم أستطع فهم كلمة واحدة .. بدأ يسترق السمع .. وضحك .. كان رده .. يا غبي إنهن يتحدثن اللغة الإيرانية.

ما هي العلاقة بين الغباء وعدم إتقان اللغة الفارسية؟ كان هذا السؤال الذي طرحته حين انشغل صديقي بالرد على مكالمة هاتفية، أحقاً أنا أتصف بالغباء لعدم إتقاني اللغة الفارسية؟ أهي من الأهمية بدرجة أن يتقنها مواطني الخليج؟ وماذا ستنفع خليجنا تلك اللغة؟

البحرين وما طُبِخ لها، يلزمنا أن نعي أن العدو الأول لمنطقة الخليج العربي ليست إسرائيل أو حتى الغرب، العدو الأخطر هو ذاك الذي يحمل حقداً دفينا منذ ألف وأربعمائة سنة واستطاع إخفائه تحت ستارة التشيع ألا وهو العدو الفارسي الذي يطمح أن يعيد أمجاد كسرى بن هرمز، أن يعيد العرب لجاهليتهم، وقد استطاع تحقيق المرحلة الأولى من إخضاع مملكة المناذرة أو ما تسمى بالعراق اليوم للسيطرة الإيرانية وستكون دويلات الخليج هي المرحلة الثانية كما يقول.

بدأ يتحدث عن إسلامية إيران، عن وقوفها أمام أمريكا، عن خوف إسرائيل من الزحف الإيراني، عن مقاومة حزب الله، عن حركة حماس والدعم الإيراني لها، كان سؤالي له، وما علاقة احتلال الجزر الثلاث بتحرير فلسطين؟!

الموت لأمريكا، هذا الشعار الذي يصم آذاننا جميعاً، ويعمي أعين الكثيرين، ممن تنتشيهم تلك النشوة بالنصر الإسلامي، ظنّ هؤلاء أن النصر قادم من حسينيات قم وجامعات طهران، هذه الحضارة قامت على أيد العرب ولن تنهض إلا على العرب.

كم سعدت لرؤية أبناء وطني ، الخليجيين وهم يحررون أرض البحرين من أوثان إيران وعملائها، فقد أعادوا أمجاد ذي قار والقادسية .

الحل الأمني، أشبه الحل الأمني بمادة البروفين ، يختلف حجمها على حسب الألم ، نحن في دول الخليج أظن أننا بحاجة إلى آلاف الجرامات البروفينية تجاه الإيرانيين ومن والاهم سواء كانوا من أبناء جلدتنا نبرأ إلى الله منهم أو من غيرهم في وطننا الخليجي .

الحل الإستراتيجي، حتى يومنا هذا لا يوجد مركز استراتيجي واحد يهتم بالشأن الإيراني في مجلس التعاون، أين نحن من تلكم الحكمة القائلة ( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم )؟ كم عدد الأشخاص الخليجيين الذي يقرأون الصحف الإيرانية وما يدور فيها؟ جلسات البرلمان الإيراني من يستمع لها؟ هل لدى دول الخليج أية اتصالات بالمعارضة الإيرانية الداخلية أو حتى الخارجية؟ ما هو دور سفارات الخليج في طهران؟ ما هو الدعم الخليجي الذي يتم تقديمه للقنوات الفضائية الموجهة لفضح النظام الإيراني؟ ماذا أعددنا لمواجهة إيران؟ أسئلة عديدة أنهي بها مقالي، قد تجيب عليها الأيام القادمة.


المهندس يوسف النعيمي

الاثنين، 21 مارس 2011

دقة .. أم زنقة بزنقة

في زاوية أجلس، في ذاك الكوفي شوب الذي اعتدت زيارته صباح كل سبت، قليلٌ من اسبريسو وغثاءٌ من الأخبار المحلية والدولية التي بدت قديمة بعض الشيء في ثورة الصحافة الإلكترونية، لكن، تبقى الصحف المحلية مميزة بكم هائل من الإعلانات التي لا مصداقية فيها سوى القليل منها، بقيت أطالع في إعلان تلك المفروشات وغرف نوم الزوجية، بدأت التخيلات تسري عن أحلام الزواج والأسرة والبيت، من سأتزوج ؟ وكيف سأختار أثاث الغرفة والمنزل ؟ وهل ينقص من رجولة الزوج الأخذ برأي زوجته ؟ أم أننا أصبحنا في عصر يطالب فيه الزوج زوجته بإعطائه فرصة المشاركة ؟ .. فجأة يقطع حبل أفكاري ذاك النقاش الدائر على طاولة تقع أمام طاولتي مباشرة، حينها بدأت أسترق السمع لا لشيء، إلا لحب معرفةٍ وفضولٍ اشتهرت بهما.

كان الحوار بينهما، كحوار كثيرٍ من شباب اليوم، عن تلك البطولات وتلك المعارك، لا أقصد معارك سيدي بوزيد ولا غزوات ميدان التحرير، بل كان يروي بطولاته الغرامية مع الفتيات، كيف بدأت ؟ ولمَ انتهت ؟! وما بينهما ! ثم تحول ذاك الغازي قائد المعركة إلى داعية ومفتي حاله حال الكثير ممن كنت أستمع إليهم من أصحاب البشوت والغتر الحمراء أو ما يسمى بالشماغ، كان يتحدث عن دراسة أجراها، إذاً فهو باحثٌ أيضاً، فقد أجرى دراسة حول من وقعن في أسره في تلك الغزوات، إذ تبين لباحثنا أن جميع من وقعن في شباك غرامه قد اشتركن في سمة، واجتمعن في صفة، ألا وهي أنهن كلهن بلا استثناء لهنّ آباء وإخوان لا يدعون معركة إلا أتوها ولا غزوة إلا شاركوا بها، فهم كصحابنا إن لم يكونوا أدهى، وكأن باحثنا قد استنتج ذاك مما سمعه من دعاة هذا العصر "كما تدين تدان"، هنا قاطعه صاحبه قائلاً صحيحٌ كلامك أسمعت قصة ذاك التاجر وابنه حين قال له دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا وبدأ يسرد القصة التي لا تخفى على جوجل حفظه الله لنا إن أردتم قرائتها، لكن توخوا الحذر عند كتابتها فهي تكتب دقة وليست زنقة، فقد كثرت زنقات هذا العصر، وصاحبنا أحد هذه الزنقات، نعود لحديثهم، فقد أجابه باحثنا الرشيد قائلاً : نعم سمعتها كثيراً، أما سمعت شعر الشافعي، هنا ذهلت ودهشت! فمن أجالس يا ترى؟ أهو باحث ؟ أم شاعر ؟ أم داعية ؟ أم ماذا؟! أين غرامياته؟! أين عشيقاته؟! لكن لم يسعني الوقت لأكمل دهشتي، فقد بدأ شاعرنا بسرد أبيات الشافعي كما يدّعي قائلاً :
إن الزنا دينٌ فإن أقرضته
كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
وبعد أن أكمل شاعرنا أبيات شعره، طرح صاحبه سؤالاً قد يطرحه الكثيرون : وأنت ألا تخشى مما تفعل ؟ هنا ارتسمت ابتسامة خبيثة أخفت ما لباحثنا وداعيتنا وشاعرنا من هيبة حديثه وأعادت له غرامياته وعاد كما كان، ثم أجاب : إنني وحيد والدي فليس لدي ما أخشى عليه.

ولم يكملا الحديث حيث رأى صاحبنا فتاتين قد جلستا على مقربة منه، وكأن المعركة بدأت تلوح من بعيد، أما أنا فأشحت بوجهي بعيداً وما زالا حديثهما يرن في أذني طارحاً عدة تساؤلات، ما ذنب أخته إن كانت له أخت ؟ أهذا هو قانون الحياة ؟! أهذا هو الإسلام الذي نفخر به؟! أهو نقصٌ في الإسلام معاذ الله؟! أم هو نقص في فهم دعاة ومشايخ العصر؟! أين قول الله تعالى في محكم تنزيله " ‫وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى‬ " أنضرب به عرض الحائط ونأتي بتلك القصص التي لا أصل لها، أما يدري أن تلك الأحاديث التي جاءتنا كحديث "عفوا تعف نسائكم " وحديث "ابن آدم اصنع ما شئت كما تدين تدان" جميعها إما أحاديث موضوعة أو ضعيفة، ألا يعلم صاحبنا أنّ ما يردده على لسان الشافعي لا يثبت عنه.

ليست دعوة للفساد، وليست نشر للرذيلة بين الناس، لكن يا علماء الدين يا مفكري هذا العصر، تيقنوا مما تقولوا وتثبتوا، فليس الأمر كما تظنون، وليس هكذا يُنصح شباب الأمة، فلنفرض أن أخوان أحدهما ملتزم والآخر جاد عن طريق الصواب كصاحبنا في الكوفي شوب، شقيقتهما ما ذنبها ؟ ما ذنب أخيها الملتزم ؟ أيعاقبهما الديان بذنب أخيهما ؟ معاذ الله لا يقبل الله ظلماً على نفسه.

أردت أن أوضح الأمر وأبين للناس ما يلزم تبيينه، لست داعية ولست عالماً لكنّ الله وهبني عقلاً أفكر به وأعمل، فلا أدع لعلماء عصرنا التفكير نيابة عني أو إقرار ما لم يقره عقلي، إلا إن كان من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

هذه رسالتي إليكم فإن قُدّر لكم الجلوس بجانب العلامة جليس الكوفي شوب، واسترقتم السمع أعوذ بالله منها من عادة سيئة، وسمعتم صاحبنا ينصح قائلاً دقة بدقة، فارحلوا بعيداً فإنما هي إحدى زنقاته التي حدثتكم عنها.


المهندس يوسف النعيمي

الاثنين، 14 مارس 2011

دعوها فإنها منتنة !

تعيش دولة الإمارات وضع اجتماعي يختلف عن جميع دول العالم ، فهي دولة حديثة لم تكمل عامها الأربعين بعد ، ذات نظام اتحادي فريد من نوعه ، ولا يزال الخلاف حول نسبة مواطنيها عائقاً أمام الكثير من الدراسات ، فأكثرهم تفاؤلاً يرى أن نسبتهم تكاد تصل إلى ١٨٪ أي أنهم لا يتجاوزن المليون نسمة ، وهؤلاء المليون يشكلون خليطاً من مختلف الأعراق فهم من بادية وحضر وهجرة بدأت منذ قرن حتى يومنا هذا من مختلف المناطق المحيطة بالدولة سواء من إيران أو اليمن أو حتى عمان الشقيقة .

ذات يوم سألني أحدهم قائلا : من أين أنت ؟ ، فأجبته باستغراب ، مواطن من الإمارات . فكان رده أعجب وأغرب ، أعلم أنك من الإمارات لكنني أقصد أأنت مواطن بدوي أم من الحضر أم أنك يمني أم عيمي أم بلوشي .. إلخ .. وبدأ يردد جميع العرقيات الأخرى ، فكان ردي له .. بل أنا مواطن إماراتي .

مازلت أتذكر تلك اللحظة التي تم فيها إعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، القيادة الحكيمة في الدولة لم تفرق بين عرق وآخر ، بل رفعت راية الإمارات عالية حتى شملت جميع مواطنيها ، وكان شعارها الوطن أولاً ، لكن البعض كان له رأي آخر ، فمنهم من استنكر تعيين من كان لا يعتبرهم من أهل البلد في مناصب عليا كوزراء وما دون، ومنهم من فرح فرحاً واستبشر خيراً وكأنه نصر عظيم للعرق الفارسي ، ونسي الجميع أننا كلنا إماراتيون .


أحد المسؤولين في الدولة ، يرفض تعيين أي موظف في الجهة التي يعمل بها إلا أن يكون الشخص من قبيلة يرجع أصلها إلى أرض الإمارات فقط حيث ينتمي .

وزير سابق ، ينتمي إلى  تلك الهجرات التي قدمت إلى أرض الإمارات خلال القرن الماضي ، بقي في وزارته عدة سنين ، كانت كفيلة بأن  تبقي التعيين في تلك الوزارة على فئة معينة من مسقط رأسه من حيث أتى . نسي ذلك الوزير أننا كلنا إماراتيون .

دائرة حكومية، تم تعيين مدير عام جديد .. أيضاً ينتمي إلى هجرة من دولة عربية ، وما هي إلا سنوات حتى صار أغلب موظفيها من مواطني الدولة الذين ترجع أصولهم إلى مسقط رأس المدير، نسي ذاك المدير أننا كلنا إماراتيون .

كل ذلك غيض من فيض ، ألا يعلم هؤلاء أن مسيرة النجاح والعمل الصادق المخلص والعطاء للوطن لا يكون إلا بالولاء التام لأرض الوطن ، لرئيس الإتحاد ، لسنا بحاجة لمعرفة من أي قبيلة ذاك ولأي عرق ينتمي ، وأين وُلِد أباه وجده ، فهو في آخر المطاف رجل إماراتي ، وكلنا إماراتيون .

ليدع المرء مخيلته تسري به ، في دولة كل فرد فيها يرى أننا كلنا إماراتيون ، الولاء للدولة ، الإنتماء للوطن ، العمل الجاد من أجل النهضة ، واستمرار المسيرة التي أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، مؤسس هذا الإتحاد .

حتى متى سيظل الولاء للعائلة والقبيلة، إلى متى سيبقى الإنتماء للعرق ؟! ..  أين الوطن ؟! ، لم لا يصبح شعار كل مواطن ، كلنا إماراتيون ؟! .

إن بقي الأمر على ما هو عليه ، وظلّ الجميع كلٌ  يتحيز إلى فئته وجماعته ، فليعلموا أن الوقت يمضي ، وعقارب الساعة تدور ، بينما ستقف مسيرة النهضة .

يجب على جميع المواطنين أن يقفوا وقفة واحدة ، دون تحيز لعرق ولقبيلة ، يسعون لبناء هذه الدولة ونهضتها ولسان حالهم يقول كلنا إماراتيون .


المهندس يوسف النعيمي

السبت، 5 مارس 2011

كوفي شوب

كوفي شوب !


الحياة تنقسم إلى واقع وحدث ، واقعٌ يُخلّد وآخر يتلاشى ، له أسبابه ، وعليه آثاره ، تدور فكرة .. تلوها فكرة .. يصبح الواقع مليئا بأفكار عائمة ، حتى يصير ماضياً لا يخلده سوى القلم .

نجلس بصفة شبه دائمة في الكوفي شوب ، ذاك يحلل ، وهذا يستنتج ، وعقارب الساعة تدور ، حتى يطلب أحدهم من الجرسون الفاتورة ، بينما تبقى الأفكار في ذاك المقهى لا لون لها ولا رائحة .

هنا نشأت فكرة التدوين . وكان القلم حاضراً ،آرائي وأفكاري لن أبقيها حبيسة الكوفي شوب ، بل سأناقشها معكم ، وسأبادلكم ، وكأنكم كنتم حاضرين معنا وأنتم خلف شاشاتكم ، سأتحدث معكم بحرية لا تعيقها حدود ، سأقوم بانتشال الحدث قبل دفنه . وتثبيته ورفعه ، حتى يكون خالداً في ذاكرة التاريخ .

سأدون أفكاري ، وأطرح آرائي .


المهندس يوسف النعيمي