بقلم / يوسف النعيمي
استيقظت من نومها تمام التاسعة صباحاً، لم تنتبه قبل ذلك ولم تلحظه كعادتها كل يوم وهو يغادر المنزل متجهاً إلى عمله، شدّتها تلك الوردة الحمراء وبجانبها رسالة معطرة برائحة باريسية كُتب عليها: صباح الورد.
غادرت الغرفة بعد حمامٍ بارد كبرودة تفاصيل علاقتها معه، اعتادت أن تبدأ يومها بفنجان قهوة ساخنة تعده بنفسها، عند مرورها في صالة المعيشة إذ بها تتفاجأ به يقف جانب طاولة الطعام وكأنه ينتظر قدومها، نظرة استغراب تجاهه، ونظرة أكثر تعجباً تجاه ما على الطاولة!
قبل استيقاظها بساعة كان يجول في فناء المنزل، قطف وردة ووضعها مع بطاقة ممزوجة بعطرها المفضل جانب رأسها، وأتبعهما بقبلة على جبينها.
همس في أذنها: ما تراه عينك هو إفطارنا لهذا اليوم صُنع يدي لك، فأكرميني بتناوله، وامنحيني شرف أول لقمة في فمك.
-----
يوم استثنائي، استبدلت ثوانيه بنبضات قلبها، كأنهما عروسين يومهما الأول، هي تضحك وتبتسم، وما بينهما لحظات أمل مصحوبة بخوف، كان أملاً بتحسن علاقتها الزوجية، وخوف من أحلام قد تتهاوى في أي لحظة، هاهو زوجها الذي كانت تشكو منه، من إهماله العاطفي لها، ولا مبالاته … كأنها قطعة أثاث في منزل كباقي القطع.
غداء في مطعم على البحر، ثم جولة على شاطئه، تجري، تُسقط الحذاء من رجليها، وتُسقط معه كل آلامها القديمة، يركض خلفها، يلحق بها ويتعمد إسقاطها على رمال الشاطئ لتعود فتحتضن آلامها التي اختلطت بذرات الرمل الأبيض، كان وجهها أبيضاً كبياض تلك الذرات لولا أن انطفئ نور قلبها فأطفأ معه كل نور.
سهرة على أنغام أم كلثوم، في مكان لم يدر ببالها يوماً أنه قد يذكره، كان تحت أول سقف جمعهما لتناول وجبة العشاء بعد عقد قرانهما، رحلت أم كلثوم قبل ولادتها بسنوات، وظلّت سيرة الحب خالدةً، تخاف منه ومن ظلمه.
غداء في مطعم على البحر، ثم جولة على شاطئه، تجري، تُسقط الحذاء من رجليها، وتُسقط معه كل آلامها القديمة، يركض خلفها، يلحق بها ويتعمد إسقاطها على رمال الشاطئ لتعود فتحتضن آلامها التي اختلطت بذرات الرمل الأبيض، كان وجهها أبيضاً كبياض تلك الذرات لولا أن انطفئ نور قلبها فأطفأ معه كل نور.
سهرة على أنغام أم كلثوم، في مكان لم يدر ببالها يوماً أنه قد يذكره، كان تحت أول سقف جمعهما لتناول وجبة العشاء بعد عقد قرانهما، رحلت أم كلثوم قبل ولادتها بسنوات، وظلّت سيرة الحب خالدةً، تخاف منه ومن ظلمه.
-----
البدايات الجميلة نهاياتها مؤلمة رغم روعتها. نائم بجانبها وهي مغمضة عينيها مبتسمة غارقة في خيالها الذي أصبح واقعها اليوم، تفكر في الغد، حلم جديد، وردة حمراء أخرى، وقبيل الفجر نامت.
في صباح اليوم التالي، أغمضت عين وبالأخرى تشاهده وهو يكتب رسالة، حاولت إخفاء ابتسامتها، اقترب منها ليضعها في نفس المكان، ثم غادر دون قبلة، أو وردة.
شوق يحرك أصابعها نحو الرسالة وقلق وخوف يدفعها، رسالة كُتبت بخط أزرق، تفوح منها رائحة عطر رجالي:
تحاول قراءتها فلا تقدر، تُعيد النظر إلى الكلمات فلا تستطيع، تنير غرفتها فتبقى مظلمة، تقترب من نافذة يمر عبرها نور شمس مشرقة، تفتحها بقوة، تمسك بالرسالة فتكون الريح أسرع، تفلت من يدها، لتسقط على صخرة الآلام وتتحطم حينها كل الآمال.
لا تثقوا بالأمل. لأنه من يحطم ويدمر.
ردحذفالأمل خدعة وكذلك كانت المرأة في النص أشدّ حزنًا على ما يحدث . .
عافاك يوسف .
-
أمل السويدي