Twitter

Follow YousefAlnuaimi on Twitter

الخميس، 28 فبراير 2013

غداً هو 29 فبراير!


بقلم / يوسف النعيمي


غداً هو 29 فبراير !

ستقف للحظة، تود التأكد من تقويم فبراير لهذا العام، كم مرةً أشرقت شمسه؟ وكم غربت؟ كم هي عدد أيامه ولياليه؟

ما المهم في ذلك ؟

ماذا لو كان هناك 29 فبراير؟ ماذا لو مُنحت يوماً آخر؟ بل أخبرني ماذا لو لم يكن هناك 29 فبراير؟ أخبرني عن تلك اللحظات التي ستخسرها؟ من ستفارق ومن ستلتقي به؟ من سيغادر ومن سيولد؟

-----

لم أكن أعلم كيف تُحسب الأيام، متى تبدأ ومتى تُعلن وفاتها، 365 يوماً في 12 شهر، كيف يتم توزيع الأيام على الأشهر؟ شهر فيه ثلاثون يوما، وآخر يزيد بيوم، شهر يتناقص بأيام وتذبل أزهاره في 28 يوم.

-----

غداً هو 29 فبراير، سأحتفل بمرور عام على لقائنا، الذكرى الأولى، حين التقينا في بهو الفندق، كانت نظراتك توحي بالخوف والغربة، أوراقك مبعثرة على الأرض أجمعها مبتسماً، أعيد ترتيبها، لأسلمها لك يداً بيد، وأسلم معها روحي، سنيني تبعثرت فمن سيعيد ترتيبها؟ ومن سيجمعها؟



-----

عام مضى على النظرة الأولى، لتقف بعدها كل النظرات، وتتوقف عندها كل اللحظات، ويصبح الحديث هو حديث القلب، لازلت أذكر حين أخبرتني برغبتك في إحياء ذكرى لقائنا كل عام في ذات المكان، ثم رحلت.

-----

هنا الغد، هنا أقف مجدداً في المكان نفسه، البهو ذاته، حيث تناثرت أوراقك، أحمل بيدي باقة ورد، وعمري كله في اليد الأخرى، وصدر خاو من قلب رحل معك، كم هي ممتعة لحظات انتظار الحبيب، وكم هي مؤلمة تلك اللحظات حين تطول دون قدومه.

يغادرنا الأمل معلناً قدوم اليأس، وتفنى السعادة لتذر الألم، وتتساقط أوراق فبراير بعدد أيامه، 28 ورقة ليس أكثر.

-----

الأيام لا توزن باسمها ولا تحمل قيمة بتاريخها، بل بأحداثها، لم يكن هذا اليوم يشكل لي أهمية حتى التقيتك فيه.

قصة الفراق تتكرر، أحدهم يبقى في حين يرحل الآخر.

في العام الذي وُلدت أنا فيه رحل 29 فبراير قبيل قدومي بدقائق، وفي كل عام حين تعلن عقارب الساعة دخول الأول من مارس، أنعي رحيله في يوم مولدي.


-----

لها :- في 29 فبراير 2016 سأكون في انتظارك.