Twitter

Follow YousefAlnuaimi on Twitter

السبت، 31 ديسمبر 2011

علي بابا والأربعين حرمة !!

بقلم المهندس العازب / ي.ع.ن !!


 أحداث هذا المقال مستمدة من الواقع، بعض منها عايشها الكاتب، ومنها ما شاهدها أو سمع بها !!

يوماً ما قرر الزوج ( وبكل سذاجة ) وطيب نية منه أن يُقدم لزوجته هدية من غير مناسبة طبعاً .. فهو لا يتذكر أي مناسبة أبداً سوى التاريخ الذي تخلص فيه من حماته .. ولِعلم الزوج ( الساذج ) بأن زوجته ( امطوعة ) ومعروف عنها أنها من جماعة ( قوم بو قفازات )، أو كما يحلو للبعض أن يُطلق عليهم لقب النينجا فهم يُشبهون النينجا من حيث اللباس الأسود من أعلى الرأس وحتى أخمص القدمين ، أيضاً يملكون من أساليب المكر والخداع .. وضرب الزوج أحياناً .. ما يعجز عنه ( كبامارو ) نفسه، للعلم فقط .. جيل السبعينات والثمانينات يعرفون كبامارو كما يعرف جيل التسعينات البوكيمون .. وبسببه بدأت أكلة اسباجيتي تنافس خبز الرقاق على مائدة العشاء .

 
نعود للزوج الساذج الذي دخل على زوجته وهو يحمل في يديه تذاكر درجة رجال أعمال .. ( الله يطول في عمر أميال سكاي ووردز ) .. وإلا كان صاحبنا لا يركب سوى الدرجة السياحية ( مدخنين ) .. على طيران الامارات طائرة أم طابقين.. دبي - جدة .

في مطار دبي الدولي تيرمنال ٣ .. هناك أنباء أنهم ينوون بناء التيرمنال رقم ٤ على القاعدة مثنى وثلاث ورباع .. دخل الزوج يجر شنطته التي سيحملها معه في الطائرة .. تحتوي على وزارين من الهند وفانيلتين واحدة منهما صفراء .. وكندورة واحدة فقط أما الغترة فهو يضعها على رأسه لتغطية ما أتى عليه الزمن وأكل وشرب وغص حتى كاد أن يموت .. وكعادته فهو يستخدم أغراض الفندق كالصابون والشامبو .. أحياناً يستخدم بودي لوشن … إحدى المرات كان يظن أنه شامبو .. لولا أن زوجته تدخلت سريعاً وإلا كانت ستكون نهاية حزينة لشعراته الثلاث المتبقيات فوق رأسه .. أما الزوجة فقد رافقته وخلفها ( اصبي ) من صبيان المطار يجر معه عربة فوقها حقيبتان من النوع الثقيل ( ٣٢ كجم ) وحقيبة متوسطة ( ٣١ كجم ).

بعد محاولات عديدة من الزوج وحب خشوم، وافق ( الهندي ) الذي يعمل في طيران الإمارات على غض النظر عن ( ١٥ كجم ) كان سيدفع صاحبنا ثمنهم أغلى من قيمة الجدور التي في شنطة زوجته .

 
أما المفاجأة الكبرى التي كانت في انتظار الزوج، فهي أنه ما إن التفت خلفه بعد استلامه بطاقتي صعود الطائرة .. حتى رأى زوجته خلفه بصحبة مجموعة من النينجا .. ( ١ ٢ ٣ ٤ ٥ بدأ الزوج يعد .. ٣٠ ٣١ .. ٣٩ ) .. ٣٩ امرأة بصحبة زوجته . نادى زوجته وطلب منها التحرك نحو الجوازات، هنا كانت المفاجأة الأكبر من الكبرى .. قالت له : هاذيلا تراهم جماعتي وربيعاتي يوم عرفوا اني سايرة مكة قالوا بيوون ويانا .. ما عندهن محرم مساكين .. شو رأيك بيتمن ويانا.. طبعاً حين تختم الزوجة حديثها ب ( شو رأيك ) .. فلا تظن عزيزي الزوج أنها في انتظار ردك الموقر .. لا أبداً .. هي في انتظار ابتسامتك فقط .. فابتسم لها وانتبه لجيبك !

 
خرج الزوج من مطار جدة الدولي يلبس إحرامه الأبيض كبياض قلبه .. وهو يردد حسبي الله نعم الوكيل .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. ولولا أن سائق الباص الذي استأجره ..( أبو ٥٠ راكب وفيه حمام أيضاً لكن للأسف السيفون لا يعمل ) .. استأجره ليحمل معه ال٤٠ حرمة ذكّره بالتلبية وصفة العمرة ( التي هي رقم ٢٠ لصاحبنا ) .. لبيك اللهم لبيك .. هنا بدأ صاحبنا يبكي وهو يلبي .. ليس خشوعاً منه .. فآخر مرة دمعت عيناه حين ساعد زوجته في تقطيع البصل في رحلة البر قبل سنتين.. بدأت الدموع تنهمر .. يلبي ويقول .. يا ليتني مثل جحا يا ليتني مثل جحا !! (  تذكر صاحبنا قصة جحا حين نسى زوجته وبدأ يلبي .. لبيك اللهم لبيك .. نسيت حرمتي في البيت .. كم أنت محسود يا جحا ) !!

وصل الزوج ومعه ال٤٠ حرمة إلى الفندق ومن ثم إلى الحرم، وقد رسم في ذهنه خطة محكمة .. وضع نعليه أسفل إبطه .. وضع جوازه وما تبقى من محفظته في الحزام .. أغلق هاتفه .. استأجر ( امطوف أعرج ) .. حتى لا ينهي الطواف إلا بعد ٤ ساعات .. ( هي الفترة التي يحتاجها صاحبنا لتنفيذ خطته ) .. ودفع له ( ٥٠٠ ريال من الشكل الجديد الذي يحمل صورة الملك عبدالله)، وقال له تولى أمرهم .. أما صاحبنا فكان لا يتذكر سوى سنة الهرولة في الأشواط الثلاثة .. وما إن أنهاها حتى هرول خارج الحرم وكأنه انسل دون أن يشعر به أحد .. وبإحرامه .. ليموزين ( تكسي ) .. جدة جدة جدة . وما هي إلا ساعات وأعلنت المضيفة ( درجة الحرارة الخارجية في مدينة دبي ١٢ درجة مئوية ) .

ملاحظة :- عزيزي الزوج .. يُعتبر موسم الحج وتحديداً في مخيمات منى أفضل وقت ومكان للتخلص فيه من الزوجة، وإذا استطعت رميها عند الجمرات كان هذا أفضل.

ملاحظة أخرى :- قد يكون هناك جزءٌ ثانٍ للمقال !! .. يمقن لا !!