Twitter

Follow YousefAlnuaimi on Twitter

السبت، 23 أبريل 2011

درامات زبالة

على ذاك الشاطئ المحيط بالمياه الصافية، رميت بنفسي على رماله البيضاء، أناظر من حولي، ذاك جيم وهذا ستيفن وهنالك وقفت ليندا مع زوجها، أظنه زوجها فهو يحاول التملص منها وهي كلزقة عنزروت لا تنفك عنه أبدا، هذه صورة حية نقلتها لكم من شاطئ يكاد يملؤه الأجانب، ومواطن واحد.. فضولي، ولا قمامة أو فضلات.

هناك، في أحد أحياء مدينتي الجميلة، منطقة تعج بالمواطنين، بل إنه يمنع على الأجانب امتلاك أي منزل في هذه المنطقة إلا بعد موافقة الحكومة، لا تكاد تلمح عشرة أمتار تخلو من القمامة والفضلات، رغم أن البلدية مشكورةً قامت بتوفير الكثير من ما يسمى ب  ( درامات زبالة ).

في برنامج البث المباشر في إحدى الإذاعات، صرح ذلك المسؤول حين تحدث عن الهوية ، بأن من يرمي القمامة في الشارع لا يحب وطنه، لنجمع تلك الكلمات، ونضعها بين الأسطر ونعيد ترتيب الحروف، فنرى من يحب الوطن، أهو الأجنبي المترف المستمتع بالرمال البيضاء الساطع عليها شعاع الشمس الحارقة التي لا يكاد يحلم بها في بلاده، أم ذاك المواطن الذي لا يرى أية مشكلة في رمي القمامة في الشارع ، فهو يرى عمال النظافة ولسان حالهم يقول " ألقوا ما أنتم ملقون " فإذا أيديهم تلقف ما كان الناس يرمون.

في تايلند، وفي عاصمتها بانكوك، الساعة تشير إلى الخامسة مساء، حينها كنت قد أنهيت قرمشة ذاك البرينجلز الأحمر، صدق قائلها حين قال : لما تفك .. ما حتسك ( بحثت عن كلمة حتسك في لسان العرب، والقاموس المحيط والصحاح والمعجم الوسيط .. لم أجد لها مرادف سوى حتصك ، صك الباب ، يصكه صكا ، أي أغلقه )، بدأت مشوار البحث عن سلة قمامة أضع بها ما أكلت .. استغرق البحث حوالي ٢٥ دقيقة، ولم أجد.

من أمن العقوبة أساء الأدب ، هذه هي الأسباب لا غير ، لسنا بحاجة إلى توعية للمجتمع ولا إلى أية حملات ثقافية اجتماعية، نحن بحاجة إلى دفتر مخالفات بقيمة ٥٠٠ درهم كحد أدنى ورجال لا تكاد تخلو مسافة كيلو متر من أحدهم، حينها سترون الإمارات خالية من القمامة … كذاك الشاطئ الجميل.


المهندس يوسف النعيمي

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

اليساريون الجدد في الإمارات

كوفي شوب آخر، وقهوة أخرى، التغيير أصبح موضة هذه الأيام، الشعب يريد تغيير النظام .. النظام يريد تغيير الشعب في بعض الدول، الموظف يريد تغيير مديره، الطالب يريد تغيير أستاذه، لكن.. يبقى ذاك السائق المقاوم لجميع عوامل التعرية والتجوية، يصر على بقاءه في مساره الأيسر، غير مبال بالسرعة المقررة، لا يكترث بمن خلفه، يمسك بمقوده وينظر أمامه، شعاره : "سيارتي والشارع ملك لي ، ولي وحدي فقط".

على إحدى الطائرات التابعة لطيران الإمارات ، وفي مقصورة ركاب الدرجة الأولى دار الحوار التالي بين راكبين، حيث بدأ أحدهم يتحدث عن مزايا ركاب الدرجة الأولى عن بقية الركاب فقاطعه زميله قائلاً : يكفينا أننا من يصل أولا.
اليساريون هم من يصل أولاً، مبدأ يؤمن به غالبية سكان الإمارات، ألا وهم الهنود، حتى وإن كانت سرعته في المسار الأيسر لا تتجاوز ١٠٠ كم ، فهو سيصل أولاً .

تلك الحالة ليست فريدة من نوعها، ليست مقتصرة على إمارة أو حتى شارع، بل هي انفلونزا قديمة مستجدة، لا لقاح لها ولا تطعيم، انفلونزا اليساريين، في بدايات الثورة الفرنسية بدأ مصطلح "اليساريون" وهم الذين اتخذوا الجهة اليسرى محلاً لهم في البرلمان، كذلك هو الهندي أو لنقل الآسيوي، فذلك هو اللقب الذي استحدثته وسائل الإعلام في الدولة متمثلة في الجرائد اليومية فهي حريصة على عدم إيذاء مشاعر الهنود في الدولة، نعود لذلك الهندي الذي اتخذ من المسار الأيسر في الشارع مقراً له لن يتنازل عنه مهما كلفه الأمر، ولسان حاله يقول : "إنما أوتيته على علم عندي".

حريٌ  بإدارة المرور والتراخيص البحث حول تلك المأساة التي كلفت الدولة أرواح الكثير من مواطنيها الذين نعدهم عملة نادرة في هذه الوطن، كثيرون هم أولئك المطالبين بتدريس مادة الثقافة المرورية في مدارس الدولة، نسي أولئك أن السائقين لا يقل عن ٥٠٪ منهم من خريجي مدارس الهند التي لا تحسن حتى الآن تعليم نطق الحروف الإنجليزية كما هي.

ولنبقى عند تلك الأرواح التي تقرأ هذا المقال، كم هي حالة الضغط والتوتر التي تصيب الكثير منهم حيال هذا الأمر، إن أوضح مثال على هذا الأمر تلك الأزمة المرورية التي تحدث على طريق أبوظبي - دبي يوم الخميس ظهراً حيث ينزح الكثيرون نحو الإمارات الشمالية عائدين إلى بيوتهم وأهاليهم بعد أسبوع مليئ بالعطاء والعمل، يأتي أحد هؤلاء الهنود فيقود المركبة على المسار الأيسر بسرعة ١٠٠ كم ، ملتزماً بما يراه على اللوحات الإرشادية، جاهلاً ما تعنيه الحارة اليسرى ، فهي للتجاوز فقط.

قامت إدارة صندوق الزواج بإطلاق برنامج إعداد يتضمن عدد من الدورات التوعوية والتأهيلية وإلزام المتقدم بطلب المنحة حضور تلك الدورات، فكرة وتميز لا يعيب علينا تقليدها ونقلها إلى إدارة المرور، فهذا هو أحد الحلول التي قد تقودنا إلى إنهاء هذه الأزمة، لم لا تقوم إدارات المرور بإلزام السائقين حضور تلك الدورات التوعوية والتأهيلية للقيادة في شوارع الدولة وكيفية التصرف في حال حدوث حوادث لا قدر الله ؟


عذراً، هذا زميلي قد أتى، وبعذره قد رمى، قائلاً : حادث بسيط على الشارع الآخر ، لكن مثل ما تعرف ، الهنود حسبي الله عليهم، هنا ابتسمت وأنهيت هذا المقال.


المهندس يوسف النعيمي